كتاب الرد على الجهمية ت الشوامي

(16) حدثنا مُحَمدُ بنُ كَثِيرٍ، أخبرنا سُفْيَانُ وهو الثَّوْرِيُّ، حدثنا أبو هَاشِمٍ، عن مُجَاهِدٍ، عن ابنِ عَبَّاسٍ قال: «إن [اللهَ] (¬1) كَانَ عَلَى عَرْشِهِ قَبْلَ أَنْ يَخلُقَ شيئًا، فكان أولَ ما خَلَقَ اللهُ؛ القَلَمَ، فأمره وكَتَبَ مَا هو كَائِنٌ، وإِنَّما يَجْرِي النَّاسُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ» (¬2).
(17) حدثنا عبدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ المِصْرِيُّ، قال حدثني ابنُ لَهِيعَةَ ورِشْدِينَ بنِ سَعْدٍ، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِّي، عن عبد الله بن عمرو قال: «لما أرادَ اللهُ تَبَارك وتعالى أن يَخْلُقَ شيئًا إذْ كان عرشُهُ على الماء، وإذ لا أرضَ ولا سماءَ؛ خَلَقَ الرِّيحَ فَسلَّطها على [الماء] (¬3) حتى اضطربت أمواجُهُ وأثار رُكَامَه؛ فأخرج من الماء دُخَانًا وطِينًا وزَبَدًا، فأمرَ الدُّخَانَ فَعَلاَ وسَمَا وَنَمَا؛ فخلق منه السماواتِ،
¬_________
(¬1) ما بين المعقوفين ليس في الأصل وأثبتناه من المصادر.
(¬2) إسناده صحيح؛ رجاله ثقات، وقد ضعفه محقق المطبوعة وقال: إسناده ضعيف محمد بن كثير صدوق كثير الغلط، كما في التقريب. ...
قلت: محمد بن كثير؛ ثقة، أخرج له البخاري، وهو محمد بن كثير العبدي أبو عبد الله البصري، قال الحافظ: ثقة، لم يُصِبْ من ضعفه، كما في التقريب، ويعني بذلك تضعيف ابن معين له، وقد وثقه الذهبي كما في السير (10/ 383)، أما الذي قال فيه الحافظ صدوق كثير الغلط؛ إنما هو محمد بن كثير بن أبي عطاء الصنعاني، وكلاهما؛ البصري والصنعاني، يروي عن سفيان الثوري، وقد جزمت أنه البصري لقرينتين:

أولا: أن الدارمي قد صرح بنسبته في مواضع أخرى من الكتاب، ينظر حديث رقم (3).
ثانيا: أن الحاكم أبا عبد الله لما ذكر شيوخ الدارمي، قال: ومحمد بن كثير بالبصرة، ينظر سير أعلام النبلاء (13/ 326).
ثم الأثر قد أخرجه الطبري في التفسير (23/ 526)، من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان، به، فلو افترضنا ضعف محمد بن كثير؛ فكيف وقد تابعه عبد الرحمن بن مهدي!
(¬3) ما بين المعقوفين سقط من الأصل وأثبتناه من المصادر.

الصفحة 44