كتاب الرد على الجهمية ت الشوامي

(37) حدثنا محمدُ بنُ عِمْرَانَ بنِ أبي لَيْلَى، حدثنا [موسى أبو محمد] (¬1) من موالي عثمانَ بنِ عَفَّانَ، قال: وكان من خِيَارِ الناسِ، عن خالد بن يزيد بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، قال: خَطَبَ عَليٌ النَّاسَ الخُطْبَةَ التي لم يَخْطُبْ بعدها، فقال: «الحمدُ لله الذي دَنَا في عُلُوِّهِ ونَاءَ في دُنُوِّهِ، لا يَبْلُغُ شَيءٌ مَكَانَهُ، ولا يَمْتَنِعُ عليه شَيْءٌ أَرَادَهُ» (¬2).
(38) حدثنا نُعَيْمُ بن حمَّاد، حدثنا ابن المبارك، أخبرنا سُلَيْمانُ بن المُغِيرة، عن ثَابِت البُنَانِي، حدثنا رجلٌ من أهل الشام -وكان يتبع عبد الله بن عمرو بن العاص ويسمع منه- قال: كنت معه، فَلَقِيَ نَوْفًا، فقال نَوْفٌ: ذُكِرَ لنَا أنَّ الله تَعَالى قال لِمَلائِكَتِهِ: ادعُوُا لي عِبَادي، فقالوا: يا رب كيف والسماوات السبع دونهم، والعرش فوق ذلك؟ قال إنهم إذا قالوا لا إله إلا الله؛ فقد استجابوا لي، قال يقول عبد الله بن عمرو: صلينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة المغرب أو قال غيرها -شك سليمان- فقعد رهط أنا فيهم ينتظرون الصلاة الأخرى، فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُسْرِعُ المَشْيَ كأَنِّي أَنْظُرُ إلى رفعه إزاره كي يكونَ أَخَفَّ له في المشي، فانتهى إلينا فقال:
«ألا أبشروا هذا ربُّكُم أمر بباب في السماء الوسطى، أو قال باب السماء، ففتحه، ففاخر بكم الملائكة، فقال: انظروا إلى عبادي، أَدَّوُا حقًا من حقي، ثم انتظروا أَدَاَءَ حَقٍّ آخر يُؤَدُّونَهُ» (¬3).
¬_________
(¬1) كذا في الأصل ولم نقف له على ترجمة، ولعله موسى بن أبي محمد.
(¬2) خالد بن يزيد وأبوه وجَدِّهِ، لم أقف على ذكر لهم، والأثر أيضًا لم أجد أحدًا أخرجه غير أبي سعيد الدارمي.
(¬3) صحيح؛ رجاله ثقات، أخرجه ابن ماجه (801)، وأحمد (6750، 6752، 6860)، وابن المبارك في الزهد (7)، والرجل المبهم، هو أبو أيوب الأزدي واسمه يحيى بن مالك، ... =

= كما جاء مصرحًا به في رواية ابن ماجه وأحمد، ونوف: هو نوف بن فضالة البِكَالي ابن امرأة كعب الأحبار.

الصفحة 61