كتاب الرد على الجهمية ت الشوامي

يصنعون؟ قال فيقولون: جئناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون، قال فَحَسِبْتُهُ أَنَّهُ قال: فَأَغْفِرُ لهم يومَ الدِّينِ» (¬1).
(45) حدثنا سُلَيْمانُ بن حَرْبٍ، حدثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عن عَاصِم، عَنْ زِرٍّ قَالَ: «أَتَيْتُ حُذَيْفَةَ بنَ اليَمَان? فَقُلْتُ: أَخبرنِي عن صَلاةِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في بيتِ المَقْدِسِ لَيْلةَ أُسْرِيَ به، قال: مَا يُخْبِرُكَ ذَاكَ؟ قُلتُ القُرآن، فقرأت: ... {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ... (1)} -قال هكذا هو في قراءة عبد الله (¬2) - قال هل تَراهُ صَلَّى فيه يا أَصْلَع؟ قلتُ لا، قال فإنه أتاه بِدَابَّةٍ، فَوَصَفَهَا عَاصِمٌ بِحِمَارٍ، فحمله عليها، أحدهما رَدِيِفُ صاحبِهِ، ثم انطلقا، فَأُرِيَ ما في السماوات، وَأُرِيَ، ثم عادَا عَوْدُهُما على بَدْئِهِمَا، فَلمْ يُصَلْ فِيهِ، ولو صلَّى فيه؛ لكَانَت سُنَّةٌ» (¬3).
¬_________
(¬1) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.
والحديث أخرجه البخاري (555، 7429، 7486)، ومسلم (632)، والنسائي (1/ 260)، وأحمد (9151)، وابن حبان (2061)، وغيرهم، من طرق عن أبي هريرة، به.
(¬2) يشير هنا إلى أن قراءة عبد الله بن مسعود {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ مِنَ اللَّيْلِ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ... (1)} وينظر تفسير ابن جرير الطبري (17/ 330)، لكنه ذكرها في الأصل كما أثبتناها، وجميع مصادر التخريج كذلك، وفقا لقراءة عاصم.
(¬3) حسن، أخرجه أحمد (23284 مطولا، 23320)، والترمذي (3147) وقال: حسن صحيح، والطيالسي (411)، والحميدي (448)، والحاكم (2/ 359) والطبري (17/ 349)، وفي تهذيب الآثار (مسند ابن عباس 730، 731)، والبيهقي في دلائل النبوة (2/ 364)، وغيرهم. جميعًا من طرق عن عاصم هو ابن أبي النجود، به، وحديثه حسن. ...

قال البيهقي في الدلائل بعد روايته لهذا الأثر: «وكان حذيفة لم يسمع صلاته في بيت المقدس، وقد روينا في الحديث الثابت عن أبي هريرة وغيره أنه صلى فيه، وأما الربط فقد رويناه أيضا في حديث غيره، والبراق دابة مخلوقة، وربط الدواب عادة معهودة، وإن كان الله - عز وجل - لقادر على حفظها، والخبر المثبت أولى من النافي، وبالله التوفيق».

الصفحة 65