(80) حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ صَالِحٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي عَيَّاش بن أبي مِهْرَان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -:
«إِنَّمَا قَلْبُ ابْنِ آدَمَ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ» (¬1).
(81) حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الحِمْصِيُّ، ثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الوَلِيدِ، عَن عُتْبَةَ ابْن أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
«وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، إِذَا شَاءَ قَالَ بِهِ هَكَذَا -وَأَمَالَ يَدَهُ- وَإِذَا شَاءَ قَالَ بِهِ هَكَذَا -وَأَمَالَ يَدَهُ- وَإِذَا شَاءَ ثَبَّتَهُ» (¬2).
¬_________
(¬1) صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف عبد الله بن صالح كاتب الليث، ولجهالة حال أبي عياش وهو ابن النعمان المعافري وقد سماه ابن يونس في تاريخ مصر (1/ 394) فروخ بن النعمان. والحديث أخرجه الطبراني في الأوسط (8712)، وابن أبي عاصم (229)، كلاهما من طريق عبد الله بن صالح، به. وأخرجه الذهبي قي سير أعلام النبلاء (13/ 326)، من طريق المصنف، به، وقال الذهبي: هذا حديث غريب جدًا. قلت: لكن له شواهد صحيحة كما مر وكما سيأتي.
(¬2) إسناده ضعيف، والمتن صحيح.
يزيد بن أبان الرقاشي وإن كان من الزهاد إلا أنه ضعيف الحديث، وعتبة بن أبي حكيم مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب لا سيما إذا كان الراوي عنه بقية بن الوليد كما ذكر ابن حبان فقال في ترجمته من الثقات (7/ 271): «يعتبر حديثه من غير رواية بقية بن الوليد عنه». ثم الراوي عنه بقية بن الوليد وهو من أشهر الذين وصفوا بالتدليس، بل وبتدليس التسوية القبيح الذي ذمه جميع العلماء، ولم يصرح هنا بالسماع في أي طبقة. ... =
= قلت: لكن قد تابع الأعمشُ عتبةَ بن أبي حكيم، فأخرج ابن ماجه (3834)، من طريق عبد الله بن نمير، والآجري في الشريعة (777)، من طريق إبراهيم بن عيينة، والطبراني في الدعاء (1261)، من طريق سليمان التيمي، ثلاثتهم، عن الأعمش، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بنحوه.
قلت: قتبقى لنا علة ضعف يزيد الرقاشي. وقد توبع، تابعه كل من:
أبو سفيان طلحة بن نافع القرشي؛ فأخرج الترمذي (2140) وحسنه، وأحمد (12107)، وأبو يعلى (3687)، وغيرهم، من طريق أبي معاوية الضرير محمد بن خازم.
وأخرج البخاري في الأدب المفرد (683)، من طريق أبي الأحوص، وأحمد (13696)، من طريق عبد الواحد بن زياد، والآجري في الشريعة (776)، من طريق فضيل بن عياض، أربعتهم (الضرير، وأبو الأحوص، وعبد الواحد بن زياد، وفضيل بن عياض)، عن الأعمش، عن أبي سفيان طلحة بن نافع، عن أنس، بنحوه. وإسناده ثقات غير طلحة بن نافع فهو كما قال الحافظ: صدوق.
ثابت بن أسلم البناني؛ فأخرج الطبراني في الكبير (759)، من طريق الأعمش أيضًا، عن ثابت بن أسلم، عن أنس، بنحوه. وإسناد الطبراني ضعيف.
قال الترمذي: «وفي الباب عن النواس بن سمعان، وأم سلمة، وعبد الله بن عمرو، وعائشة، وأبي ذر وهذا حديث حسن وهكذا روى غير واحد، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس، وروى بعضهم عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وحديث أبي سفيان عن أنس أصح».