كتاب النقض على المريسي ت الشوامي

(87) وَقَرَأْتُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ الهَيْثَمِ المُؤَذِّنِ، أَنَّ عَوْفَ بْنَ أَبِي جَمِيلَةَ الأَعْرَابِيَّ، حَدَّثَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
«اخْتَصَمَتِ الجَنَّةُ وَالنَّارُ، وَقَالَت النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالمُتَكَبِّرِينَ وَالمُتَجَبِّرِينَ، وَقَالَتِ الجنَّةُ: مَالِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا سِفْلَةُ النَّاسِ وَسُقَّاطُهُمْ؟ -أَوْ كَمَا قَالَتْ- فَقَالَ لَهُمَا: قَالَ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أُسْكِنُكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ خَلْقِي، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، وَأَمَّا جَهَنَّمُ فَإِنَّهَا لَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ اللهُ قَدَمَهُ فِيهَا، فَيَنْزَوِيَ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ قَدِ قَدِ قَدِ، وَأَمَّا الجَنَّةُ فَإِنَّ اللهَ يُنْشِئُ لَهَا مَا [شاءَ] مِنْ خَلْقِهِ» (¬1).
فَأخْبرنَي عُثْمَانُ بْنُ الهَيْثَمِ، أَنَّ عَوْفًا حَدَّثَهُ بِذَلِكَ كَمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ.
¬_________
(¬1) صحيح أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (1/ 207)، من طريق ابن سيرين به. وأخرجه البخاري (4850)، ومسلم (2846)، وأحمد (8164)، وغيرهم من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة، به. وأخرجه البخاري (7449)، ومسلم (2864)، كلاهما من طريق الأعرج، عن أبي هريرة، به. وما بين معقوفين من (س)، ونسخ على (ع).

الصفحة 150