كتاب النقض على المريسي ت الشوامي

الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ» (¬1).
فَهَذَا قَوْلُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، إِنَّ عَرْشَهُ كَانَ عَلَى المَاءِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، الَّتِي هِيَ أَعْلَى الخَلْقِ، فَقَوْلُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؛ تَكْذِيبٌ لِدَعْوَاكَ، وَإِبْطَالٌ لِتَأْوِيلِكَ.
(100) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:
«خَلَقَ اللهُ الخَلْقَ، وَقَضَى القَضِيَّةَ، وَأَخَذَ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ، وَعَرْشُهُ على المَاء» (¬2).
(101) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ العَبْدِيُّ، أبنا سُفْيَانُ الثَّوْريُّ، ثَنَا أَبُو هَاشم، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس - رضي الله عنهما - قَالَ: «إِنَّ اللهَ كَانَ على عَرْشِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئًا» (¬3).
¬_________
(¬1) أخرجه البخاري (3190)، وأحمد (19822، 19876، 19886، 19910)، والمصنف في الرد على الجهمية (13)، وابن حبان (6140، 6142)، والطبراني في الكبير (18/ 204)، والبيهقي في السنن الكبير (9/ 2)، والطحاوي في شرح المشكل (5630)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 259)، وغيرهم، من طريق، جامع بن شداد، به.
(¬2) هذا الحديث ضعيف جدًا؛ أخرجه ابن أبي شيبة في مسنده (190 إتحاف الخيرة)، والمصنف في الرد على الجهمية (14)، وأبو الشيخ في كتاب العظمة (2/ 589)،جميعًا من طريق بشر بن نمير، به. وبشر بن نمير قال الحافظ: متروك متهم (التقريب 706). وقد تابع بشرًا؛ جعفرُ بن الزبير، أخرجه الطيالسي (1226)، والطبراني في الكبير (7940)، وابن عدي في الكامل (7/ 268)، جميعًا من طرق عن جعفر بن الزبير، وهذه متابعة لا يُفْرَح بها؛ فإن جعفرًا حاله كحال متابعه؛ متروك أيضًا كما قال الحافظ في التقريب (939)، وللحديث طريق أخرى عند الطبراني في الأوسط (7632)؛ من حديث أبي عثمان النهدي عن أبي أمامة، وهو ضعيف أيضا؛ في إسناد الطبراني، سلم بن سالم البلخي، قال أحمد: ليس بذاك، وقال أبو زرعة: لا يكتب حديثه (الجرح والتعديل 4/ 266)، وشيخه عبد الرحمن؛ لا يعرف.
(¬3) صحيح، رجاله ثقات. أخرجه المصنف في الرد على الجهمية (16)، والطبري في التفسير= = (13/ 326)، من طريق ابن مهدي، عن سفيان، به

الصفحة 175