كتاب النقض على المريسي ت الشوامي
(116) حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ يَزِيدَ العَطَّارِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الحَكَمِ السُّلَمِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ للْأمة السَّوْدَاء: «أَيْن اللهُ؟ قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ، قَالَ: أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ» (¬1).
فَمَا نَصْنَعُ بِقَوْلِكَ أَيُّهَا المُعَارِضُ وَقَوْلِ إِمَامِكَ المَرِيسِيِّ مَعَ قَوْلِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله وَإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ، إِلَّا أَنْ يُنْبَذَ فِي الحُشِّ.
وَالقُرْآنُ يُصَدِّقُ مَا قَالَا، وَيُحَقِّقُهُ، مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ، إِذْ يَقُولُ: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16]، وَ {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ} [فاطر: 10]، {ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)} [المعارج: 3 - 4]، و {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18]،و {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران: 55]. وَمَا أَشْبَهَهَا مِنَ القُرْآنِ.
¬_________
(¬1) صحيح، رجاله ثقات، أخرجه المصنف في الرد على الجهمية (18)، والطيالسي في مسنده (1201)، ومن طريقه البيهقي في الأسماء والصفات (899)، وأبو عوانة في مسنده (1727)، وابن أبي عاصم في السنة (489)، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (652)؛ جميعا من طريق أبان بن يزيد العطار، به. وأخرجه مسلم (537)، من حديث حجاج الصواف، عن يحيى بن أبي كثير، به.
الصفحة 187