كتاب النقض على المريسي ت الشوامي

{تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ} [الزمر: 1]، كَذَلِكَ قَالَ: {تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2)} [فصلت: 2]، {تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)} [فصلت: 42].
{وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6)} [النمل: 6]، كُلُّهَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ وَكُلُّهَا هِيَ اللَهُ، وَاللهُ هُوَ أَحَدُ أَسْمَائِهِ، كالعزيز، الحَكِيم، الجَبَّارِ، المُتَكَبِّرِ، كَذَلِكَ رَوَى زَعِيمُكُمُ الأَوْسَطُ يَعْقُوبُ أَبُو يُوسُفَ (¬1) عَنِ الشَّعْبِيِّ، إِنْ قَنَعْتُمْ بِرِوَايَتِهِ.
(8) حَدَّثَنَاهُ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا أَبُو يُوسُفَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ (¬2) قَالَ: «اسْمُ اللهِ الأَعْظَمُ هُوَ الله» (¬3).
(9) حَدثنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِد، أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ حَيَّانَ الأَعْرَجِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: «اسْمُ اللهِ الأَعْظَمُ هُوَ اللهُ، أَلَمْ تَرَوْا أَنَّهُ يَبْدَأُ بِهِ قَبْلَ الأَسْمَاءِ كُلِّهَا» (¬4).
¬_________
(¬1) هو الإمام، المجتهد، العلامة، المحدث، قاضي القضاة، أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب. صاحب أبا حنيفة، لزمه، وتفقه به، وهو أنبل تلامذته، وأعلمهم، توفي سنة 182 هـ. ينظر سير أعلام النبلاء (8/ 535).
(¬2) الشَّعْبِيُّ: هو عَامِرُ بنُ شَرَاحِيْلَ بن عَبْدِ بنِ ذِي كِبَار، الإِمَامُ، عَلاَّمَةُ العَصْرِ، أَبُو عَمْرٍو الهَمْدَانِيُّ، ثُمَّ الشَّعْبِيُّ، وهو من الطبقة الوسطى من التابعين توفي سنة 105 هـ على الأرجح، وينظر سير أعلام النبلاء (4/ 294).
(¬3) اسناده إلى الشعبي ضعيف، فيه مجالد بن سعيد، ضعفه غير واحد من أهل العلم كيحيى القطان وابن مهدي، وأحمد بن حنبل. والأثر أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (29367)، بإسناد فيه من لم يسم عن الشعبي.
(¬4) إسناده حسن، أبو هلال الراسبي اسمه محمد بن سليم البصري، قال ابن معين -كما نقل عنه المصنف-: صدوق. وباقي الإسناد ثقات، وجابر بن زيد هو: أَبُو الشَّعْثَاءِ الأَزْدِيُّ اليَحْمَدِيُّ، توفي فيد حدود المائة. وينظر سير أعلام النبلاء (4/ 294). والأثر أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (29366)، عن وكيع، وابن أبي حاتم في التفسير (1/ 25) من طريق آدم، وهو بن أبي إياس، كلاهما: وكيع وآدم، عن أبي هلال، به. وأخرجه عبد الغني= ... = المقدسي في الترغيب في الدعاء (56)، والضياء في العدة للكرب والشدة (47)، كلاهما من طريق هدبة بن خالد، به.

الصفحة 52