كتاب النقض على المريسي ت الشوامي

الإسلامية بالقاهرة ذلك، فلما أن طبع الكتاب، رغب إليَّ حفظه الله تعالى مرة أخرى لتحقيق الكتاب الثاني لهذا الإمام العلم ألا وهو كتاب «نقض الإمام أبي سعيد على المريسي الجهمي العنيد»، فأجبته لذلك، شاكرا له ثقته في مثلي.
وكتابا المصنف من أفضل ما صُنِّف في هذا الموضوع، بحيث إن المصنف قد حاجج هؤلاء الزنادقة -الذين عطلوا صفات ربهم - عز وجل - بالعقل وبالنقل، وبالعربية التي كانوا يجهلونها؛ فأتى على بنيانهم فخر عليهم سقف جهلهم من فوقهم، ولم يعد لهم أي حجة يحتجون بها، واستنبط لهم رحمه الله تعالى من الآيات، والأحاديث الثابتة، ما يعجب له المرء مما يدل على فقه هذا الإمام ورسوخ قدمه في علوم القرآن والسنة.
ولا أريد أن أطيل في وصف الكتاب ولا في وصف المصنف فكتابه خير مخبر لك عنه.

توثيق نسبة الكتاب:
اشتهر هذا الكتاب جدًا بنسبته إلى مُصَنِّفِه مما لا يدع مجالا للشَّك في ذلك، وقد نقل منه كثير من العلماء ونسبوه لمصنفه، وعلى رأس هؤلاء الذين نقلوا منه؛ شيخُ الإِسلامِ ابن تيمية، فقد نَقَل منه فقرات كاملة تجد ذلك بوضوح في كتابه القيم «درء تعارض العقل والنقل»، وكتاب «بيان تلبيس الجهمية».
كيف لا وهو أحد رواة هذا الكتاب، وكذلك تلميذه ابن قيم الجوزية في كتابه «اجتماع الجيوش الإسلامية»، وأيضا الإمام الذهبي، في كتابيه العلو، والسير، وغيرهما.

الصفحة 6