مَا فَضَّلَهُ اللهُ بِهِ عَلَى الأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ وَالمَلَائِكَةِ المُقَرَّبِينَ.
وَمِمَّا يُبَيِّنُ ذَلِكَ حَدِيثُ عَبْدِ الله بن عَمْرو بن العَاصِ.
(37) حَدَّثَنَاه عَبْدُ الله بْنُ صَالِحٍ، حَدثنِي اللَّيْث، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ (¬1)، عَنْ زَيْدِ [12/و] بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ قَالَ: «لَقَدْ قَالَتِ المَلَائِكَةُ: يَا رَبَّنَا، مِنَّا المَلَائِكَةُ المُقَرَّبُونَ، وَمِنَّا حَمَلَةُ العَرْشِ، وَمِنَّا الكِرَامُ الكَاتِبُونَ، وَنَحْنُ نُسَبِّحُ الله اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا نسأم وَلَا نفتر، خلقتَ بَني آدَمَ فَجَعَلْتَ لَهُمُ الدُّنْيَا، وَجَعَلْتَهُمْ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ، فَكَمَا جَعَلْتَ لَهُمُ الدُّنْيَا فَاجْعَلْ لَنَا الآخِرَةَ فَقَالَ: لَنْ أَفْعَل، ثُمَّ عَادُوا فَاجْتَهَدُوا المَسْأَلَةَ فَقَالُوا مِثْلَ ذَلِك، فَقَالَ: لَنْ أَفْعَل، ثُمَّ عَادُوا فَاجْتَهَدُوا المَسْأَلَة بِمثْل ذَلِكَ، فَقَالَ: لَنْ أَجْعَلَ صَالِحَ ذُرِّيَّةِ مَنْ خَلَقْتُ بِيَدَيَّ، كَمَنْ قُلْتُ [لَهُ كُنْ] (¬2) فَكَانَ» (¬3).
¬_________
(¬1) في الأصل «سعيد»، وهو خطأ والصواب ما أثبتناه من وينظر تهذيب الكمال (30/ 204).
(¬2) ما بين معقوفين سقط من الأصل، وأثبته من «س»، «ع»، وجميع مصادر التخريج.
(¬3) ضعيف الإسناد، وله شاهد صحيح. هشام بن سعد: ضعفه يحيى القطان، وأحمد، وابن معين، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وأيضا عبد الله بن صالح فيه ضعف كما مر قبل قليل. ... =
= وقد روى هذا الحديث مرفوعًا الطبراني في الكبير (13/ 658)، وفي الأوسط (6173) بإسنادين ما أتلفهما. وذكره الدارقطني في العلل (2843)، ولكن من حديث ابن عمر بدل ابن عمرو، ولا أرى الحديث يصح بهذا الإسناد لا موقوفا ولا مرفوعًا.
قلت: لكني وجدت له شاهدًا من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري مرفوعًا، أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (1065)، عن الهيثم بن خارجة، والطبراني في مسند الشاميين (521)، من طريق هشام بن عمار، كلاهما عن عثمان بن علاق -وفي الشاميين علان وهو تحريف- عن عروة بن رويم عن جابر بن عبد الله، به. وهذا إسناد صحيح.
وتابع عثمان بن حصن بن علاق في روايته عن عروة بن رويم عبدُ ربه بن صالح القرشي كما أخرجه البيهقي في الشعب (147)، وفي الأسماء والصفات (694).