كتاب كتاب الأربعين حديثا المتباينة الأسانيد للفاسي

الحديث الرابع
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صديق بن إبراهيم بن يوسف الدمشقي، قدم علينا مكة، قراءة عليه، وأنا أسمع بالمسجد الحرام، قيل له: أخبرك أبو العباس أحمد بن أبي طالب بن أبي النعم الصالحي، قراءة عليه، وأنت تسمع؟ فأقر به أن أبا المنجا عبد الله بن عمر ابن اللتي البغدادي، أخبره سماعا، قال: أخبرنا أبو الوقت
عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي، أخبرنا جمال الإسلام أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن خزيم الشاشي، حدثنا عبد بن حميد الحافظ، حدثني يوسف بن بهلول، حدثنا عبد الله بن إدريس، قال: حدثني حصين بن عبد الرحمن، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي رضي الله تعالى عنه، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم والزبير بن العوام، وأبا مرثد الغنوي، وكلنا فارس، فقال: "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها امرأة من المشركين معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين"، قال: فأدركناها تسير على جمل لها حيث قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قلنا: أين الكتاب الذي معك؟ قالت: ما معي كتاب، فأنخنا بها، فابتغينا في رحلها فما وجدنا شيئا، فقال صاحباي: ما نرى كتابا، قال: قلت: لقد علمت ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي يحلف به لتخرجن الكتاب، أو لأجردنك، فلما رأت الجد مني أهوت إلى حجزتها وهي محتجزة بكساء، فأخرجت الكتاب، فانطلقنا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما حملك يا حاطب على
ما صنعت؟ "، قال: ما لي ألا أكون مؤمنا بالله ورسوله، ولكني أردت أن تكون لي عند القوم يد يدفع الله بها عن مالي،

وليس من أصحابك هناك إلا وله من يدفع الله به عن أهله وماله، قال: "صدق فلا تقولوا له إلا خيرا"، فقال عمر بن الخطاب: إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين، فدعني أضرب عنقه، فقال: "يا عمر، وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة"، قال: فدمعت عينا عمر، فقال: الله ورسوله أعلم.

الصفحة 32