كتاب كتاب الأربعين حديثا المتباينة الأسانيد للفاسي

الحديث السادس
حدثني الحافظ الكبير الحجة الناقد أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم الشافعي، المعروف ب: "ابن العراقي"، يوم الثلاثاء ثامن عشر ذي الحجة الحرام سنة ثلاث وثمان مئة، بمنزلة بجزيرة الفيل ظاهر القاهرة، أخبرنا الشيخان مسند الشام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن سالم الأنصاري،
بقراءتي عليه بدمشق، في الرحلة الأولى، وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن صالح بن ندى العرضي، بقراءتي عليه بالقاهرة.
قال الأول: أخبرنا أبو الغنائم المسلم بن محمد بن علان القيسي، سماعا.
وقال الثاني: أخبرتنا أم محمد زينب بنت مكي بن علي بن كامل الحراني.
قالا: أخبرنا أبو علي حنبل بن عبد الله المكبر، أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني، أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد التميمي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني عروة بن الزبير: أن الزبير، كان يحدث: أنه خاصم رجلا من الأنصار، قد شهد بدرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة، كانا يسقيان بها كلاهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للزبير: "اسق ثم أرسل إلى جارك" فغضب الأنصاري وقال: يا رسول الله، أن كان ابن عمتك! فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال للزبير: "اسق ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر"، فاستوعى النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ للزبير حقه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك أشار على الزبير برأي، أراد فيه سعة له وللأنصاري، فلما أحفظ الأنصاري رسول الله صلى الله عليه وسلم، استوعى رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير حقه في صريح الحكم، قال عروة: فقال الزبير: والله ما أحسب هذه الآية أنزلت إلا في ذلك: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك
فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}.
وأنبأني به بعلو: محمد بن محمد بن عبد الله بن عمر الصالحي، عن فاطمة بنت سليمان بن عبد الكريم، أن أبا منصور ابن عفيجة أنبأها، عن أبي منصور ابن خيرون، أخبرنا الحسن بن علي بن محمد الجوهري إذنا، أخبرنا أبو بكر القطيعي بسنده.

الصفحة 39