كتاب كتاب الأربعين حديثا المتباينة الأسانيد للفاسي

الحديث التاسع
أخبرني الإمام جلال الدين أبو محمد أسعد بن أبي القاسم محمد بن أحمد بن محمد الكرماني ثم الشيرازي الحنفي، بقراءتي عليه بمنزلة بخانقاه الشميساطي بدمشق في الرحلة الثالثة في سلخ شوال سنة اثنتين وثمان مئة، أن أبا عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله الأنصاري أخبره بقراءته عليه بمكة، أخبرنا جدي أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم المكي، أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن فتوح بن بنين بن النقاش، أخبرنا أبو الحسن علي بن حميد بن عمار الأطرابلسي، أخبرنا أبو مكتوم عيسى ابن الحافظ أبي ذر عبد الرحمن الهروي، أخبرنا والدي، أخبرنا الأشياخ الثلاثة: أبو الهيثم محمد بن المكي الكشميهيني، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي، وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه الحمويي، قالوا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري، حدثنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، حدثنا مسدد، حدثنا يوسف بن الماجشون، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده، قال:
بينا أنا واقف في الصف يوم بدر، فنظرت عن يميني وشمالي، فإذا أنا بغلامين من الأنصار، حديثه أسنانهما، تمنيت أن أكون بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: يا عم هل تعرف أبا جهل؟ قلت: نعم، ما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نفسي بيده، لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر، فقال لي مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس، قلت: ألا إن هذا صاحبكما الذي سألتماني، فابتدراه بسيفيهما، فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه، فقال: "أيكما قتله". قال كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال: "هل مسحتما سيفيكما". قالا: لا، فنظر في السيفين، فقال: "كلاكما قتله سلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح". وكانا معاذ بن عفراء ومعاذ بن عمرو بن الجموح.
وأخبرنا عاليا: أحمد بن محمد الطبري، أخبرنا أبو القاسم بن فتوح النقاش بسنده.
وأخبرنا أعلى من هذا أيضا: علي بن محمد، وإبراهيم بن محمد الدمشقيان، بقراءتي عليهما منفردين، قال الأول: أخبرتنا وزيرة بنت المنجا، وقال الثاني: أخبرنا ابن الشحنة، قالا: أخبرنا ابن الزبيدي، قال: أخبرنا أبو الوقت، أخبرنا الداودي، أخبرنا الحمويي، بسنده.

الصفحة 47