كتاب تفسير العثيمين: لقمان
أمَّا عند خُروج الرُّوح فإنه قد ورَد في حَديث البَراء الطويلِ: "أنَّهُ إِذَا حَضَرَ المَوْتُ إِلَى هَؤُلَاءِ الْكُفَّارِ وَبُشِّرَتْ رُوحُهُ بِالْغَضَبِ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فَإِنَّهَا تَتَفَرَّقُ فِي بَدَنِهِ؛ تَتَشَبَّثُ فِيهِ، حَتَّى يَنتزِعُوهَا مِنَ الْبَدَنِ، كَمَا يُنْزَعُ السَّفّودُ مِنَ الصُّوفِ المَبْلُولِ" (¬١) يَعنِي: بشِدَّة.
ويَدُلُّ على ذلك قولُه تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ} [الأنعام: ٩٣]، فقوله تعالى: {أَخْرِجُوا} يَدُلُّ هذا الأمرُ على أنهم كانوا أَشحَّاءَ في إِخْراجها؛ ثُمَّ قال سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُون. . .} إلى آخِرِه؛ هذا مَعنَى قوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {نَضْطَرُّهُمْ} أي: لا يَأْتون مخُتارِين مُنقادِين، وهذا واضِح.
وقال سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في الآخِرة: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا} [الطور: ١٣] يُدفَعون بعُنْف، حتى يَدخُلوها والعِياذُ باللَّه تعالى.
* * *
---------------
(¬١) أخرجه الإمام أحمد (٤/ ٢٨٧ - ٢٨٨).
الصفحة 147