كتاب تفسير العثيمين: الروم
فأقوُل: هذَا لَيْسَ ببعيد، يمكن أنْ يكُونَ صحيحًا يعني أن القرآن فِي كل عصر يَكُون معجزةً بما تناسب العصر لأنَّهُ نزل إِلَى جميع الخلق إِلَى يَوْم القِيَامَة فلا يبعد هذا، القرآن لكل معنى لكِنَّهُ فِي ذَلِك الوقت أشد مَا فِيهِ البلاغة.
الفائِدَةُ السّابِعَةُ: إثْبَات فعل الانْتِقام لله - عز وجل - لقوْلِه تَعالَى: {فَانْتَقَمْنَا}.
الفائِدَةُ الثّامِنةُ: إثْبَات العظمة لقوْلِه تَعالَى: {فَانْتَقَمْنَا} و {أَرْسَلْنَا} فإن هذَا للتعظيم وليس للتعدد بإجماع المسلمين إنما هُوَ للتعظيم.
الفائِدَةُ التّاسِعَةُ: أن عَلَى الله حقًّا أوجبه عَلَى نفسه لقوْلِه تَعالَى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا}.
فإذا سُئلنا: هل يجب عَلَى الله شيء؟
قُلْنَا: أمَّا بعقولنا فلا يجب عَلَى الله شيء، وأما أن يوجب عَلَى نفسه شَيْئًا فَهذَا أمر واقع.
الفائِدَةُ العاشِرَةُ: أن الله أوجب عَلَى نفسه نصر المؤْمِنينَ لقوْلِه تَعالَى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}.
الفائِدَةُ الحادِيَةَ عشْرَةَ: أن هذَا النَّصر لا بُدَّ أن يكون؛ لأنَّهُ أتى بصيغة التَّعظيم {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا}، ولم يقل عليَّ بل قَالَ: {عَلَيْنَا} إشارة إِلَى أن هذَا الحق لا بُدَّ أنْ يكُونَ لأَنَّ الله تَعالَى أعظم من كل شيء.
الفائِدَةُ الثّانِيةَ عَشْرَةَ: فضيلة الإِيمَان وأنه سبب للنصر لقوْلِه تَعالَى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}.
الصفحة 303
358