كتاب تفسير العثيمين: الروم

فإِنَّهُ يجب الإِيمَان بِهِ عقيدةً وعملًا وإِذَا شئت مزيد إيضاح فاقرأ مَا كتبه ابن القيم رَحَمَهُ اللهُ فِي آخر الصّواعق المرسلة فإِنَّهُ تكلم عَلَى هذه المَسْأَلة كلامًا شافيًا.
لَوْ قَالَ قَائِلٌ: عند نزول عيسى - عليه السلام - هل الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى يلهمه الصّواب فِي مسائل الشّريعة أم ماذا؟
قُلْنَا: الظّاهر - والله أعلم - أن القرآن والسّنة محفوظان إِلَى ذَلِك الوقت، والعجيب أن بعضهم ذكر من شُبَهِ إنكار نزوله أن لغة عيسى سريانية ولغة الرَّسول - صلى الله عليه وسلم - عربية، قَالَ: كَيْفَ ينزل ويحكم بالشّريعة وَهُوَ سرياني؟ !
نَقُول: نعم الجواب بالتّسليم وبالمنع:
أولًا: الآن يوجد أناس يتكلمون بِغَيْر اللُّغَة العرَبِيَّة وهم مسلمون ملتزمون بأحكام الإسْلام قائمون بِهِ عَلَى أتم وجه ولغتهم غير عربية.
الثَّاني: أن الله جَلَّ وَعَلَا عَلَى كل شيء قدير يمكن أنْ يكُونَ لسانه عربيًّا إِذَا كَانَ بالممارسة والمخالطة ينقلب لسان الإنسان من سرياني إِلَى عربي فكيف بقدرة الله، لكن سبحان الله العظيم الإنسان إِذَا اشتهى شَيْئًا أتى بشبهٍ لا تنطلي عَلَى أحد.

الصفحة 307