كتاب تفسير العثيمين: الروم

مَا يدل عَلَى الرّكنية يعني عَلَى أن هذَا ركن كما فِي قوله: "بُنيَ الإسْلامُ عَلَى خَمْسٍ" (¬١)، أمَّا أنْ نقولَ أصولٌ وفروع؛ فشيخ الإسلام رَحِمَهُ اللَّهُ أنكرَ هذَا لا لأنَّهُ مجُرَّدُ اصطلاحٍ، فلا مُشَاحَّةَ فِي الاصطلاحِ، لكِنَّهُ توصل بِهِ إِلَى أمورٍ منكَرةٍ، فقَالُوا مثلاً لا نَحتَجُّ بأخبار الآحَادِ فِي أصول الدِّين وجعلوا هذَا بابًا يَلِجُونَ بِهِ إِلَى إنكارِ الصِّفات وإلى إنكار مَا ورد فِي أخبار اليوم الآخر وما أشبه ذلك.
قوْله تَعالَى: {فَهُمْ مُسْلِمُونَ} المُؤْمِنُ مسلمٌ ظاهرًا وباطنًا، والمنافق مسلم ظاهرًا لا باطنًا، والمعلِنُ بكفره لَيْسَ مؤمنًا لا ظاهرًا ولا باطنًا، والنَّاس لا يخرجون عن هذه الأحوال الثّلاثة:
- مَنْ كَفَرَ ظاهرًا وباطنًا.
- ومَنْ آمن ظاهرًا وباطنًا.
- ومَنْ آمن ظاهرًا لا باطنًا.
- توجدُ قسمةٌ رابعةٌ وهي: مَنْ امن باطنًا لا ظاهرًا، وَهذا لا يمكن، صحيح أنَّه قد يَكُون ضعيف الإِيمَان فتجد فِيهِ مخالَفاتٍ فِي ظاهره كالمُؤْمِن الفاسق، أمَّا أنَّه يَكُون لَيْسَ عنده إسلام أبدا فَهذَا لا يمكن.
---------------
(¬١) أخرجه البخاري: كتاب الإِيمان، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بني الإسلام على خمس"، رقم (٨)، ومسلم: كتاب الإِيمان، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "بني الإسلام على خمس"، رقم (١٦).

الصفحة 334