كتاب تفسير العثيمين: القصص

(الآيات ١ - ٣)
* * *

* قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {طسم (١) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢) نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [القصص: ١ - ٣].
* * *

الحمدُ للَّهِ ربِّ العَالمَينَ، وصلَّى اللَّهُ وسلَّمَ عَلَى نبيِّنَا مُحَمَّدٍ، وعَلَى آلِهِ وأصحَابِهِ ومَنْ تَبِعَهُم بإحسَانٍ إِلَى يَومِ الدِّينِ. وبَعد:
قَالَ المُفَسِّرُ (¬١) رَحِمَهُ اللَّهُ: [{طسم} اللَّهُ أَعْلَمُ بِمُرَادِهِ بِذَلِكَ، {تِلْكَ} أَيْ هَذِهِ الآيَاتُ، {آيَاتُ الْكِتَابِ} الْإِضَافَةُ بِمَعْنَى مِنْ، {المُبِينِ} المُظْهِرُ الحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ، {نَتْلُو} نَقُصُّ، {عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ} خَبَرِ، {مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ} الصِّدْقُ {لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} لِأَجْلِهِمْ؛ لِأَنَّهُمُ المُنْتَفِعُونَ بِهِ].
الحِكمة من القَصَص فِي الآيَاتِ واضحةٌ، فهو يُتلَى عَلَى النَّاسِ لكي يُؤمِنوا، فَإِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ فِي الْأَصْلِ فهو لتَثْبِيت إيمانِهم وزيادَتِه.

من فوائد الآيات الكريمة:
الْفَائِدَةُ الأُولَى: بيان عِظَم القُرْآن وعُلُوُّهِ، وذلك عَنْ طَرِيقِ الْإِشَارَةِ إِلَيْهِ بالبُعد {تِلْكَ آيَاتُ}.
---------------
(¬١) المقصود بـ (المفسر) هنا: محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم جلال الدين المحلي، المتوفى سنة (٨٦٤ هـ) رَحِمَهُ اللَّهُ، ترجمته في: الضوء اللامع (٧/ ٣٩)، حسن المحاضرة (١/ ٤٤٣).

الصفحة 7