قَوْلهُ: {فِي بُيُوتٍ} قَالَ المُفَسِّر رَحَمَهُ الله: [متعَلِّق بِـ {يُسَبِّحُ} الآتِي]. اهـ.
وما معنى المتعَلِّق في النحو؟ الفِعْلُ يتعدَّى إلى المفعول بنَفْسِه، وأحيانًا يتعدَّى إلى المفعول بحرف جرٍّ، إِذَا تعدى إلى المفعول بحرف الجر يُقال: هَذَا متعَلِّق به، وإلا فإن الجارّ والمَجْرور هو المتعَلِّق، وكَذلِك الظرف وإن كَانَ هو المفعول في الحَقيقَة لكنَّه لا يتعدى إلا بنَفْسِه، فـ {يُسَبِّحُ} تَعلَّق بها قَوْلهُ: {فِي بُيُوتٍ} يعني أن العامِل في الجارِّ والمجرور هو قَوْلهُ: {يُسَبِّحُ}.
قَوْلهُ: {أَذِنَ الله أَنْ تُرْفَعَ} قَالَ المُفَسِّر رَحَمَهُ الله: [تُعَظَّمُ {وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} بِتَوْحِيدهِ، إِلَى آخِرِهِ] اهـ.
قَوْلهُ: {أَذِنَ} المرادُ هُنا الإذنُ الشَّرعيُّ، فمعنى (أذن) أي: شَرَعَ أنْ تُعظَّم، ولهذَا قالت عَائِشَة - رضي الله عنها -: "أَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِبِنَاءِ المَسَاجِدِ فِي الدُّورِ"، يعني في الحارات، "وَأَنْ تُطيَّبَ" (¬١)، وهَذَا دليلٌ على أن الإذن هُنا بمَعْنى الشَّرع.
---------------
(¬١) أخرجه أبو داود، كتاب الصلاة، باب اتخاذ المساجد في الدور، حديث رقم (٤٥٥)، والترمذي.