 
	    كتاب تفسير العثيمين: النور
الآية (١٦)
° قَالَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (١٦)} [النور: ١٦].
* * *
قَوْلهُ: {وَلَوْلَا} قَالَ المُفَسِّر -رَحِمَهُ اللهُ-: [هَلَّا {إِذْ} حِينَ {سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ} مَا يَنْبَغِي {لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ} هُو للتَّعْجِيبِ هُنَا {هَذَا بُهْتَانٌ} كَذِبٌ {عَظِيمٌ}] اهـ.
{لَوْلَا} بمَعْنى (هلّا) وهي للتَّحضيض المشرب بالتوبيخ {إِذْ سَمِعْتُمُوهُ} الضَّمِير يَعود على الإِفْك {قُلْتُمْ} هَذَا جواب {لَوْلَا}.
قَوْلهُ: {مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا} {مَا يَكُونُ} يَقُول المُفَسِّر -رَحِمَهُ اللهُ-: [مَا يَنْبِغِي، وأعلم أن كَلِمة {مَا يَكُونُ} وكَلِمة (ما يَنْبَغِي) تأتي للشَيْء الممتنع، فعنْدَما نعبر في كتب الفِقْه بقولنا: لا يَنْبَغِي أن يفعل كذا وكذا، المُراد أن ذَلِك لَيْسَ بمُسْتَحبّ فقط.
لكن عنْدَما تأتي (ما يَنْبَغِي) في كلام الله وكلام الرَّسُول -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- إنَّما يُراد بها الممتنع غايَة الامتناع الَّذِي لا يصِح ولا يَليق، كما في قَوْله تَعَالَى: {وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (٩٢)} [مريم: ٩٢]، (ما يَنْبَغِي) يعني يمتنع غايَة الامتِنَاع ولا يَليق ولا يصِحّ، وكما في قَوْل النَّبِيّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: "إِنَّ اللهَ لَا يَنَامُ وَلَا يَنْبَغِي لَهُ
الصفحة 87