كتاب تفسير العثيمين: الفرقان

فالجواب: القُرْآن يُتلَى، فالتِّلاوة تضبِط عن التحريف.
بناءً على هَذَا الخلافِ فهل كتابةُ القُرْآن بطَريقةِ برايل تجوز أو لا؟
لا تجوز من باب أَولى؛ لِأَنَّ هَذِهِ النُّقط أبعدُ ما تكون عن الحروف، وعلى هَذَا فلا يجوز إطلاقًا أن يُكتَب، وعملُ النَّاس الآنَ على خلاف ذلك، فالآن يوجد مصاحف كاملة مكتوبة بهَذِهِ الطَّريقة لفظًا لا ترجمةً.
لَوْ قَالَ قَائِلٌ: ما المانِع أن يُكتَب القُرْآن بطَريقة برايل بالرسم العثماني؟
فالجواب: الآن مثلًا قوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ} [المائدة: ١١٦]، {قَالَ} لا تكتب إلا حسب قواعد برايل، حسب رسمه بالنقاط. فَلَوْ قِيلَ: كتابة برايل أكْثَرها اختصارات، فمثلًا كلمة (كيف) يرمزون لها رمزًا؟
نقول: حتى لو فرض أنها تبقى على ما هي عليه وإذا كانت كتابة برايل أكْثَرها اختصارات بحيث يرمزون الكلمات رمزًا، فيُسقِطون بعض الحروف كتابةً، فهَذِهِ تكون أبعدَ عن الجواز، وحتى لو قُلْنا بالجواز فينظر في هذا.
لَوْ قَالَ قَائِلٌ: كتابة المصحف على الرسم العُثمانيّ قد تشكل بالنسبة للقراءات؛ لِأَنَّهَا تَحتمِل أكْثَرَ من وجهٍ، فلو كتبت على الكِتَابة المعروفة لاحتملت وجهًا وَاحِدًا؟
نقول: القراءات على الرسم العثماني صحيح تأتي على وجوهٍ، لكِن قبل أن يوجد التشكيل والإعراب، فالإعجام الآن يَمنع، فقوله: {فَتَبَيَّنُوا} مثلًا بعد أن أُعجمتْ ونُقطتْ لا يمكن أنك تقرؤها: (فتثبتوا)، وكلمة {مَالِكِ} لو أردنا أن نَقْرَأَها على الرسم العُثمانيّ بدون تشكيل فورًا نَقْرَؤها (مَلِكِ)، ولا يمكن أن نقرأها (مالك)، وبالتشكيل نقرؤها (مالك)، لِأَنَّهُ يرمز للألف بالشرطة، فإذَن على كلِّ حالٍ

الصفحة 42