كتاب فتح العلام في دراسة أحاديث بلوغ المرام ط 4 (اسم الجزء: 1)
مثل قلال هجر».اهـ (¬١)
قال الحافظ -رحمه الله-: فالتقييد بها في حديث المعراج دالٌّ على أنها كانت معلومة عندهم، بحيث يُضرَبُ بها المثل في الكِبَرِ، كما أنَّ التقييد إذا أُطْلِقَ إنما ينصرف إلى التقييد المعهود.
الثاني: أخرج الدارقطني بسند صحيح في «سننه» (١/ ٢٤)، عن عاصم بن المنذر، أحد رواة هذا الحديث، أنه قال: القِلال هي: الخوابي العظام.
قال إسحاق بن راهويه: الخابية تَسَعُ ثلاث قِرَب.
قال الحافظ -رحمه الله-: ومال أبو عبيد في كتاب «الطهور» إلى تفسير عاصم بن المنذر، وهو أولى. انتهى مُلخَّصًا من «تلخيص الحبير» (١/ ٢٢ - ٢٣).
وأما عن قدر قلال هجر، فقد جاء عن ابن جريج أنه قال: رأيت قلال هجر، فالقُلَّة تَسَعُ قربتين، أو قربتين وشيئًا.
قال الشافعي -رحمه الله-: فالاحتياط أن تكون القُلَّة قربتين ونصفًا (¬٢).
قال ابن قدامة -رحمه الله- في «المغني» (١/ ٣٦): والمراد بها ههنا قُلَّتان من قلال هجر، وهما خمس قِرب، كل قِربة مائة رطل بالعراقي (¬٣)، فتكون القُلَّتانِ خمسمائة
---------------
(¬١) الحديث أخرجه البخاري برقم (٣٢٠٧) من حديث مالك بن صعصعة -رضي الله عنه-، وأخرجه مسلم (١٦٢) من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-.
(¬٢) القربة تساوي أربعين صاعًا، والصاع أربعة أمداد، والصاع يساوي باللتر (٢،٧٨٤) وبالجرام (٢،١٧٢).
(¬٣) الرطل بالعراقي: يساوي مائة وثمانية وعشرين درهما، وأربعة أسباع درهم، ويساوي بالجرام (٤٠٧،٥).