كتاب فتح العلام في دراسة أحاديث بلوغ المرام ط 4 (اسم الجزء: 2)
بَابُ الأَذَانِ
الأذان في اللغة: هو الإعلام، قال تعالى: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة:٣]، أي: إعلامٌ، وقال تعالى: {فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ} [الأنبياء:١٠٩]، أي: أعلمتكم، فاستوينا في العلم.
والأذان في الشرع: هو ذكر مخصوص مشروع، المشروع في أوقات الصلوات؛ للإعلام بوقتها.
والإقامة في الأصل: مصدر أقامَ، وحقيقته إقامة القاعد، أو المضطجع، فكأن المؤذن إذا أتى بألفاظ الإقامة أقام القاعدين، وأزالهم عن قعودهم.
وشرعًا: إعلام بالقيام إلى الصلاة بذكر مخصوص. (¬١)
مسألة [١]: فضل الأذان.
أخرج الشيخان في «صحيحيهما» (¬٢)، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، قال: «لو يعلم الناس ما في النداء، والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه؛ لاستهموا»، وفي «البخاري» (¬٣) عن أبي سعيد مرفوعًا: «فإنه لا يسمع صوت المؤذن جِنٌّ، ولا إنسٌ، ولا شيء؛ إلا شهد له يوم القيامة».
---------------
(¬١) وانظر: «المغني» (٢/ ٥٣)، «غاية المرام» (٣/ ٦٣).
(¬٢) أخرجه البخاري برقم (٦١٥)، ومسلم برقم (٤٣٧).
(¬٣) أخرجه البخاري برقم (٦٠٩).