كتاب فتح العلام في دراسة أحاديث بلوغ المرام ط 4 (اسم الجزء: 3)

٥٦٥ - وَعَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، وَأَتَى القَبْرَ، فَحَثَى عَلَيْهِ ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ وَهُوَ قَائِمٌ، رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ. (¬١)

المسائل والأحكام المستفادة من الحديث

مسألة [١]: حكم الحثو على القبر ثلاثًا.
• استحبَّ كثير من الفقهاء ذلك؛ اعتمادًا منهم على الحديث المتقدم وقد تقدم بيان ضعفه، وعلى هذا فلا يُشرع هذا العمل؛ لعدم ثبوت دليل عليه، والله أعلم.
تنبيه: صحَّ عن علي بن أبي طالب أنه حثى في قبر يزيد بن المكفف (¬٢) ولكن لا يصح فيها تعيين العدد.
وهو محمول على أنه دَفَنَ مع الدافنين، والله أعلم. (¬٣)
---------------
(¬١) ضعيف جدًّا. أخرجه الدارقطني (٢/ ٧٦) وفي إسناده القاسم بن عبدالله العمري متروك، وعاصم ابن عبيدالله العمري ضعيف.
وجاء الحديث عن أبي هريرة عند ابن ماجه (١٥٦٥) من طريق سلمة بن كلثوم، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وفيه سلمة بن كلثوم وإن كان محتجًّا به، إلا أن الدارقطني قال عنه في «العلل»: شامي يهم كثيرًا، ويحيى بن أبي كثير مدلس، ولم يصرح بالتحديث. وقال أبوحاتم في «العلل» (٤٨٣): هذا حديث باطل.
وجاء من مراسيل جعفر بن محمد عن أبيه عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، أخرجه الشافعي كما في «المسند» (١/ ٢١٦)، ولكن الراوي عن جعفر هو إبراهيم بن أبي يحيى وهو كذاب. فالحديث بهذه الطرق لا يصلح للحجيَّة.
(¬٢) أخرجه ابن أبي شيبة (٣/ ٣٣١)، وعبدالرزاق (٣/ ٥٠١) بإسناد صحيح.
(¬٣) انظر: «الأوسط» (٥/ ٤٦١)، «المغني» (٣/ ٤٢٩)، «المجموع» (٥/ ٢٩٣).

الصفحة 545