كتاب فتح العلام في دراسة أحاديث بلوغ المرام ط 4 (اسم الجزء: 4)
مسألة [٦]: هل كان صوم عاشوراء فرضًا، أم مُستحبًّا فقط؟
• فيه قولان:
القول الأول: أنه كان مستحبًّا فقط، وهو قول الجمهور، واستدلوا بحديث معاوية بن أبي سفيان في «الصحيحين» (¬١)، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «إنَّ هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب الله عليكم صيامه، فمن شاء صام، ومن شاء أفطر».
القول الثاني: أنه كان فرضًا، ثم نسخ وصار مُستحبًّا عند أن افترض صوم رمضان، وهو قول أحمد والحنفية، ووجهٌ عند الشافعية، وترجيح جماعةٍ من المحققين كابن حزمٍ، والشوكاني وقبله الحافظ ابن حجر، وغيرهم.
واستدلوا على ذلك بما يلي:
١) حديث عائشة -رضي الله عنها-، قالت: كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية، وكان رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يصومه، فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر بصيامه، فلما فُرض شهر رمضان قال: «من شاء صامه، ومن شاء تركه». (¬٢)
٢) حديث أبي موسى -رضي الله عنه-، في «الصحيحين» (¬٣) أنَّ النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: «صوموه أنتم».
٣) حديث سلمة بن الأكوع، والربيع بنت معوذ -رضي الله عنهما-، في «الصحيحين» أنَّ
---------------
(¬١) أخرجه البخاري برقم (٢٠٠٣)، ومسلم برقم (١١٢٩).
(¬٢) أخرجه البخاري برقم (١٨٩٣)، ومسلم برقم (١١٢٥).
(¬٣) أخرجه البخاري برقم (٢٠٠٥)، ومسلم برقم (١١٣١).
الصفحة 449
558