كتاب فتح العلام في دراسة أحاديث بلوغ المرام ط 4 (اسم الجزء: 4)
قلتُ: صحَّ أثر أبي هريرة، وأبي ذر كما في «مصنف ابن أبي شيبة»، و «مصنف عبدالرزاق».
وأما أثر علي، وسلمان فلم يثبتا. (¬١)
قال ابن حزم -رحمه الله-: لا نعلم لهم مخالفًا من الصحابة. اهـ
وهو الذي رجَّحه الصنعاني، والشوكاني، وهو الراجح.
ويدل عليه حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- في «الصحيحين» المذكور في الباب.
وحديث جويرية في «البخاري» (١٩٨٦): أنَّ النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- دخل يوم الجمعة عليها وهي صائمة، فقال لها: «أصمت أمس؟» قالت: لا، قال: «تصومين غدًا؟» قالت: لا، قال: فأفطري، والأصل في الأمر الوجوب.
الثاني: الكراهة، وهو قول الجمهور، واستدلوا بالأدلة المتقدمة.
الثالث: الاستحباب، وهو قول مالك.
قال الداودي: لم يبلغ مالكًا هذا الحديث، ولو بلغه لم يخالفه، وهو قول أبي حنيفة أيضًا. (¬٢)
---------------
(¬١) أثر علي -رضي الله عنه- أخرجه ابن أبي شيبة (٣/ ٤٤) بإسنادين، أحدهما فيه: الحارث الأعور، وهو كذاب، والثاني فيه: عمران بن ظبيان، وهو ضعيف، وشيخه حكيم بن سعد مجهول الحال.
وأثر سلمان -رضي الله عنه- أخرجه عبدالرزاق (٤/ ٢٧٩) بإسناد منقطع.
(¬٢) انظر: «الفتح» (١٩٨٦)، «السبل» (٤/ ١٧٠)، «المفهم» (٣/ ٢٠١)، «المحلَّى» (٧٩٥)، «مصنف ابن أبي شيبة» (٣/ ٤٤)، «مصنف عبدالرزاق» (٤/ ٢٧٩ - ).
الصفحة 477
558