كتاب كيف يجب علينا أن نفسر القرآن الكريم

وأفعال وتقريرات رسول الله صلى الله عليه وسلم – ثم بعد ذلك بتفسير أهل العلم، وعلى رأسهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي مقدمتهم: عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه، وذلك لقد صُحبته للنبي صلى الله عليه وسلم من جهة، ولعنايته بسؤاله عن القران وفهمه وتفسيره من جهة أخرى، ثم عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فقد قال ابن مسعود فيه "إنه تُرجمان القران"، ثم أي صحابي من بعدهم ثبت عنه تفسير آية – ولك يكن هناك خلاف بين الصحابة – نتقلى حين ذلك التفسير بالرضا والتسليم والقبول، وإن لم يوجد وجب علينا أن نأخذ من التابعين الذين عُنوا بتلقي التفسير من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام كسعيد بن جبير، وطاووس ونحوهم ممن اشتهروا بتلقي تفسير القران عن بعض أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام، وبخاصة ابن عباس كما ذكرنا.
وهناك – للأسف - بعض الآيات تُفسر بالرأي والمذهب، ولم يأت في ذلك بيان عن النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، فيستقل بعض المتأخرين في تفسيرها تطبيقاُ للآية على المذهب، وهذه مسألة خطيرة جداُ، حيث تُسفر الآيات تأييداُ للمذهب، وعلماء التفسير فسروها على غير ما فسرها أهل ذلك المذهب.

الصفحة 36