كتاب التحرير الأدبي

1- الحادثة:
"وهي الموضوع الذي تدور حوله القصة"1، وهي مجموعة من الوقائع الجزئية المترابطة، وهذا الترابط هو الذي يميز العمل القصصي عن أي حكاية يروى فيها شخص لصديقه ما وقع له من أحداث. فأحداث القصة الفنية لها إطار عام، يدفعها في تسلسل، إلى غاية محدودة. وهذا النوع من القصص الذي يعنى بسرد الأحداث -سواء أكانت تاريخية أم شبه تاريخية كما في قصة "عنترة" لمحمد فريد أبي حديد، أو "هاتف من الأندلس"، أو "فارس بني حمدان" لعلي الجارم أم كانت مما يحدث في حياتنا الواقعية- يسمى قصة الحادثة" أو "القصة السردية".
وللأحداث في القصة أثر كبير في نجاحها، ولا سيما إذا استطاع الكاتب أن يحتفظ في كل مرحلة من مراحل عرضها بعنصر التشويق الذي يعد من أهم وسائل إدارة الأحداث إن لم يكن أهمها جميعًا، فهو الذي يثير اهتمام القارئ، ويشده من أول القصة إلى آخرها2.
2- الشخوص:
وعددهم يقل أو يكثر تبعًا لنوع القصة، فالقصة التاريخية أو الاجتماعية تكثر فيها الأشخاص. أما القصة التحليلية أو العلمية فيقل أشخاصها، وتقاس براعة الكاتب بمدى نجاحه في رسم كل شخصية، وتمييزها بسمات خاصة تجعلها حية كأنها ترى بالعين، ورسم الشخصية يقتضي من الكاتب الالتفات إلى ثلاثة أمور:
__________
1 د. عزيزة مريدن: القصة والرواية، ص25.
2 المرجع السابق، ص25.

الصفحة 296