كتاب التحرير الأدبي

هارون الرشيد" 1849م. وكانت مسرحياته فكاهية غنائية، أقرب إلى الفن "الأوبريت" الذي يُعنى بالموسيقا أكثر من حوار، كما كانت مسرحياته قريبة من أذواق الجماهير، ولكنها كتبت بلغة تخلط الفصحي بالتركية، والعامية، في أسلوب ركيك.
ب- مرحلة "أبي خليل القباني":
خطا أبو خليل القباني بالفن المسرحي خطوة إلى الأمام، أظهر لنا فيه الكثير من مقوماته، وقربه إلى الجماهير باختياره المسرحيات الشعبية مثل "ألف ليلة وليلة" واتخذ من الفصحى لغة للحوار، ومزج فيها بين الشعر والنثر، مع العناية بالسجع أحيانًا. وظل يقدم مسرحياته في دمشق بين 1878، 1884، ولكن مسرحه أغلق، فهاجر إلى مصر، وتابع تقديم مسرحياته1.
جـ- مرحلة "يعقوب صنوع"2:
وفي عهد إسماعيل أنشئت "دار الأوبرا" ومثلت عليها أوبرا "عايدة" بالفرنسية، وفي سنة 1876 ظهر أول رائد مصري للمسرحية "يعقوب صنوع" -المعروف "بأبي نظارة"- الذي اتجه إلى النقد السياسي والاجتماعي-باللهجة العامية- وتابعت الفرق الشامية والمصرية تقديم مسرحياته في مصر.
وفي هذه المرحلة كانت أكثر المسرحيات مترجمة، أو مقتبسة، أو ممصرة "مكتوبة باللهجة العامية المصرية، وتتخذ شخصيات وأماكن مصرية".
__________
1 انظر المرجع السابق، ص61 وما بعدها.
2 انظر المرجع السابق، ص77-91.

الصفحة 328