كتاب التحرير الأدبي

تطبيق عناصر المسرحية على النص
مدخل
...
تطبيق عناصر المسرحية على النص:
لا نستطيع الحكم على المسرحية ولا استنتاج عناصرها من هذا المشهد القصير، ولكن يمكن في ضوء هذا المشهد عرض العناصر الآتية:
1- الحادثة: هي تسلسل الأحداث وتشابكها، لنصل إلى هذا الموقف الذي يصوره هذا المشهد الذي نرى فيه "ابن عوف" يحاول إقناع "المهدي" بقبول "قيس" زوجًا لابنته "ليلى"، فيترك والدُها لها حرية الرأي الحكم، فترفض شفاعة "ابن عوف"، وترفض الزواج من "قيس" الذي تحبه احترامًا للتقاليد.
والشاعر لم يعرض الأحداث عرضًا تاريخيًّا كما حدثت في الواقع، وإنما يعرضها من وجهة نظره، ويضيف إليها من خياله ما يحقق الغاية التي تهدف إليها، مع الاحتفاظ بما رسمه التاريخ من خطوط رئيسة.
2- الشخوص نوعان: شخوص رئيسة محورية، وهي هنا شخصية "ليلى" التي تدور حولها معظم الأحداث.
وشخوص ثانوية: غير أساسية له أدوار محددة تدفع المسرحية إلى النمو باستمرار، ومنها في هذا المشهد "ابن عوف" و"المهدي"، والملامح البارزة للشخصيات كما تبدو من الحوار:
أ- ليلى: فتاة عاقلة، وذكية، وجميلة، تضبط مشاعرها، وتسيطر على عواطفها، وتحرص على سمعتها ومكانة أبيها، وتضحي بسعادتها في سبيل التقاليد العربية للقبيلة، ومع ذلك لا تنسى "قيسًا" وتوصي به خيرًا.
ب- المهدي: عربي كريم، يترك الحكم لابنته على الرغم من حرصه على التقاليد.
جـ- ابن عوف: أمير رقيق القلب، اجتماعي، لم تمنعه مكانته من التوسط بين العاشقين.

الصفحة 350