كتاب الرسالة المحمدية
يناجي ربه قائلا: «اللهمّ إلى الرّفيق الأعلى» «1» ، فهو في حنين شديد إلى لقاء ربه، وفي شوق عظيم إلى رفيقه الأعلى. فأيّ الجملتين أدلّ على الحبّ الإلهيّ، وأيهما أصرح في الحنين إلى لقاء رب العالمين عزّ جلاله، وعظم سلطانه؟
اللهم صلّ عليه، وعلى سائر إخوانه من الأنبياء والمرسلين.
__________
(1) روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها- كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول وهو صحيح: «لم يقبض نبي قطّ حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخيّر» فلما نزل به- ورأسه على فخذي- غشي عليه ساعة، ثم أفاق، فأشخص بصره إلى السقف، ثم قال: «اللهمّ الرّفيق الأعلى» قلت: إذا لا يختارنا، وعلمت أنّه الحديث الّذي كان يحدّثنا وهو صحيح، قالت: فكانت تلك آخر كلمة تكلم بها، «اللهمّ الرّفيق الأعلى» [البخاري (6348) ] .
الصفحة 176
224