كتاب الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية ومعه النفحات السلفية بشرح الأحاديث القدسية

والحاكم، وابن حبان عن أبي الدرداء1. والقضاعي، والحاكم، وابن حبان عن أنس وغيره وأحمد، وابن ماجه، والحاكم، وابن حبان عن أبي هريرة2.
ش- قوله: "أنا مع عبدي" المعيِّة الله أعلم بحقيقتها، نسلم لفظها، ونكل المعنى إلى الله جلَّ، وعلا، وهذا مذهب سلف الأمة. وقد تقدم الكلام على مثل ذلك، فارجع إليه، وقوله: "إذ": ظرف زمان. وشفتاه: تثنية شفة بفتح أوله، وأصلها شفة، وهي معلومة. والمعنى -والله أعلم-: أن الله سبحانه وتعالى مع عبده وقت ذكره خالقه وبارئه وتحرَّكت شفتا العبد بذكره، وهو يدل على أن الذكر الجهري أرجح من الذكر الخفي، وقد تقدم الكلام على ذلك قريبًا.
وقوله: "والقضاعي" هو المحدث شهاب الدين أبوعبد الله محمد بن سلامة بن جعفر بن علي القضاعي نسبة إلى قضاعه شعب من معد بن عدنان. ويُقال: هو من حمير، وهو الأكثر، والأصح. كان قاضي مصرومحدثها، توفي سنة أربع وخمسين وأربعمئة. وباقي التراجم تقدَّم شرحها.
__________
1 رواه الحكام في المستدرك"1/ 496"، وصححه ووافقه الذهبي من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه وهو كما قالا.
2 رواه أحمد في المسند "2/ 540"، والبخاري معلقًا بصيغة الجزم باب "43"في التوحيد، وابن ماجه رقم "3792"في الأدب. والبغوي في شرح السنة "1242". والحاكم 1"/ 496"وصححه، وافقه الذهبي. وابن حبان رقم "815"من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وهو حديث صحيح.
75- "أنتقم ممن أبْغُضُ بمن أبغض، ثم أُصيِّر كلاًّ إلى النار" 1. رواه الطبراني في الأوسط عن جابر.
ش- الانتقام: افتعال، والمنتقم هو المبالغ في العقوبة لمن يشاء، وهو مفتعل، من: نقم، ينقم: إذا بلغت به الكراهة حد السخط. ومن أسمائه الحسنى جل جلاله: المنتقم، قال في "لوامع البينات"، المنتقم: مشتق من الانتقام، ولا يُسمى التعذيب بالانتقام إلا بشرائط ثلاثة: الأول: أن تبلغ الكراهة إلى حد السخط. الثاني: أن تحصل
__________
1رواه الطبراني في الأوسط رقم "3358"، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد" 7/ 289 "،وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه أحمد بن بكر البالسي ضعيف. من حديث جابر رضي الله عنه نقول: وإسناده ضعيف.

الصفحة 103