كتاب تخريج أحاديث إحياء علوم الدين (اسم الجزء: 2)

الحديث أخرجه القضاعي مرفوعاً من جهة ابن عائشة فظهر لي أن المصنف رحمه الله تعالى سبق نظره إلى عائشة فظن أنها هي أم المؤمنين وليس كذلك وابن عائشة رجل محدث من رجال أبي داود والترمذي والنسائي واسمه عبيد الله بن محمد بن حفص بن موسى بن عبيد الله بن معمر التيمي القرشي يقال له ابن عائشة نسبة إلى عائشة بنت طلحة لأنه من ذريتها وسيأتي سياق القضاعي ولما رأى العراقي هذا مع ما فيه من الوقف والرفع لم يخرجه في كتابه المغني وأما تخريجه فقد أخرجه هكذا بلفظ جبلت القلوب وبزيادة الجملة الأخيرة أبو نعيم في الحلية وأبو الشيخ في كتاب الثواب وابن حبان في روضة العقلاء والخطيب في التاريخ وآخرون كلهم من طريق إسماعيل بن أبان الخياط قال بلغ الحسن بن عمارة إن الأعمش وقع فيه فبعث إليه بكسوة فمدحه الأعمش فقيل للأعمش ذممته ثم مدحته فقال إن خيثمة حدثني عن ابن مسعود قال جبلت فذكره وهكذا أخرجه ابن عدي في الكامل ومن طريقه البيهقي في الشعب وابن الجوزي في العلل لكن مرفوعاً وقال لا يصح فالخياط مجرح وقال يحيى كذاب وقال الشيخان والدارقطني متروك وقال ابن حبان يضع على الثقات وفي اللسان قال الأزدي هذا الحديث باطل وإسماعيل الخياط كوفي زائغ وقال الحافظ السيوطي في الجامع الصغير بعد أن أقر لابن عدي وأبي نعيم والبيهقي وصحح البيهقي وقفه اهـ أي على ابن مسعود وزاد فقال إنه المحفوظ وقال ابن عدي المعروف وقفه وتبعه الزركشي وأورده السيوطي في الجامع الكبير ورمز لأبي نعيم عن ابن مسعود قال وأخرجه العسكري في الأمثال من حديث ابن عمر وقال الحافظ السخاوي في المقاصد وقول ابن عدي ثم البيهقي أن الموقوف معروف عن الأعمش يحتاج إلى تأويل فإنهما أورداه كذلك بسند فيه من اتهم بالكذب والوضع بسياق أجل الأعمش عن مثله وهو أنه لما ولى الحسن بن عمارة مظالم الكوفة بلغ الأعمش فقال ظالم ولي مظالمنا فبلغ الحسن فبعث إليه بأثواب ونفقة فقال الأعمش مثل هذا ولى علينا يرحم صغيرنا ويعود على فقيرنا ويوقر كبيرنا فقال له رجل يا أبا محمد ما هذا قولك فيه أمس فقال حدثني خيثمة وذكره موقوفاً وأخرجه القضاعي مرفوعاً من جهة ابن عائشة حدثنا محمد بن عبد الرحمن رجل من قريش قال كنت عند

الصفحة 1088