كتاب تخريج أحاديث إحياء علوم الدين (اسم الجزء: 6)

قلت: وهو في كتاب الإخلاص لابن أبي الدنيا من طريق أبي عمران الجوني قال بلغنا أن الملائكة تصف بكتبها في السماء الدنيا في كل عشية بعد العصر فينادي الملك اكتب لفلان بن فلان كذا وكذا فيقول يا رب إنه لم يعمله فيقول إنه نواه إنه نواه.

3796 - (وقال - صلّى الله عليه وسلم - الناس أربعة رجل آتاه الله عز وجل علماً ومالاً فهو يعمل بعلمه في ماله فيقول رجل لو آتاني الله مثل ما آتاه لعملت كما يعمل فهما في الأجر سواء ورجل آتاه الله مالاً ولم يؤته علماً فهو يتخبط بجهله في ماله فيقول رجل لو آتاني الله مثل ما آتاه عملت كما يعمل فهما في الوزر سواء) كذا في القوت.
قال العراقي: رواه ابن ماجة من حديث أبي كبشة الأنماري بسند جيد بلفظ مثل هذه الأمة كمثل أربعة نفر الحديث وقد تقدم ورواه الترمذي بزيادة في أوّله وفيه إنما الدنيا لأربعة نفر وقال حسن صحيح أهـ.
قلت: لفظ ابن ماجة مثل هذه الأمة كمثل أربعة نفر رجل آتاه الله مالاً فهو يعمل بعلمه في ماله ينفقه في حقه ورجل آتاه الله علماً ولم يؤته مالاً وهو يقول لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل فهما في الأجر سواء ورجل آتاه الله مالاً ولم يؤته علماً فهو يتخبط في ماله ينفقه في غير حقه ورجل لم يؤته الله علماً ولا مالاً وهو يقول لو كان لي مثل هذا عملت فيه مثل الذي يعمل فهما في الوزر سواء وهكذا رواه أيضاً أحمد وهناد والطبراني والبيهقي (ألا ترى كيف شركه بالنية في محاسن عمله ومساويه) ولفظ القوت ألا ترى كيف شركه بحسن النية في محاسن عمله وشركه الآخر بسيء النية في مساوئ عمله.

3796/أ - (وكذلك في حديث أنس بن مالك) رضي الله عنه (لما خرج رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك قال إن بالمدينة أقواماً ما قطعنا وادياً

الصفحة 2383