كتاب تخريج أحاديث إحياء علوم الدين (اسم الجزء: 6)

3847/ ب- (وقال عبيد بن عمير) بن قتادة الليثي أبو عاصم المكي ولد على عهد النبي - صلّى الله عليه وسلم - قاله مسلم وعده غيره من كبار التابعين وكان قاص أهل مكة مجمع على ثقته رَوىَ له الجماعة وقال فضالة بن عبيد بن ناقد بن قيس الأنصاري الأوسي رضي الله عنه أول ما شهد أحداً ونزل دمشق وولي قضاءها مات سنة ثمان وخمسين وقيل قبلها (سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يقول الشهداء أربعة رجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدوّ فصدق الله حتى قتل فذلك الذي يرفع الناس إليه أعينهم يوم القيامة هكذا) قال الراوي: (ورفع رأسه حتى وقعت قلنسوسته قال الراوي) لهذا الحديث (فلا أدري قلنسوة عمر أو قلنسوة رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - ورجل جيد الإيمان إذا لقى العدو فكإِنما يضرب وجهه بشوك الطلح) شجر كثير الشوك (أتاه سهم عاثر فقتله) لا يعرف راميه (فهو في الدرجة الثانية ورجل مؤمن خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً لقي العدوّ فصدق الله حتى قتل فذلك في الدرجة الثالثة ورجل أسرف على نفسه لقي العدوّ فصدق الله حتى قتل فذاك في الدرجة الرابعة).
قال الحافظ في الفتح: هذا الحديث ونحوه يفيد أن الشهداء ليسوا في مرتبة واحدة ويدل عليه أيضاً ما رواه الحسن بن علي الحلواني في كتاب المعرفة بإسناد حسن من حديث على كرم الله وجهه كل موتة يموت فيها المسلم فهو شهيد غير أن الشهادة تتفاضل أهـ.
قال العراقي: رواه التزمذي وقال حسن أهـ.
قلت: رواه الطيالسي وأحمد وأبو يعلى وأبو الشيخ والبيهقي والديلمي ولفظ الجميع ورجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدوّ فكإنما ضرب جلده بشوك طلح من الجبن أتاه سهم غرب فقتله والباقي سواء ولم يقولوا ورفع رأسه إلى آخر الجملة.

الصفحة 2422