كتاب تخريج أحاديث إحياء علوم الدين (اسم الجزء: 6)

3847/ ج- وقال مجاهد رحمه الله تعالى: (رجلان خرجا على ملأ من الناس فقالا إن رزقنا الله مالاً لنصدقن به فبخلوا به فنزلت) هذه الآية (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين).
قال ابن أبي الدنيا في الصمت: حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا عباس بن الوليد حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة في قوله عز وجل ومنهم من عاهد الله الآية قال ذكر لنا أن رجلاً من الأنصار أتى على مجلس للأنصار فقال لئن آتاه الله مالاً ليؤتين كل ذي حق حقه قآتاه الله مالاً فصنع فيه ما تسمعون فلما آتاهم من فضله بخلوا به إلى قوله وبما كانوا يكذبون (وقال بعضهم إنما هو شيء نووه في أنفسهم لم يتكلموا به فقال) تعالى (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون) روى الباوردي وابن السكن وابن شاهين وغيرهم من طريق معاذ بن رفاعة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري قال يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالاً فذكر الحديث بطوله في دعاء النبي - صلّى الله عليه وسلم - له وكثرة ماله ومنعه الصدقة ونزول قوله تعالى ومنهم من عاهد الله الآية وفيه أن النبي - صلّى الله عليه وسلم - مات ولم يقبض منه الصدقة ولا أبو بكر ولا عمر ومات في خلافة عثمان كما مر ذلك بطوله في كتاب ذم الدنيا رواه البيهقي في الشعب من هذا الطريق كذلك وقال في آخره وإنما لم يأخذ النبي - صلّى الله عليه وسلم - زكاة ماله ولا من بعده لأنه كان قد نافق والكتاب الذي نزل في شأنه ناطق بذلك حيث قال فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه الآية وعلموا بهذه بقاءه على نفاقه حتى يموت وإن إتيانه بصدقة ماله مخافة أن تؤخذ

الصفحة 2423