كتاب تخريج أحاديث إحياء علوم الدين (اسم الجزء: 2)

611/ أ- قال - صلّى الله عليه وسلم - لا يقبل الله من مسمع ولا مراء ولا منان بصدقته يطلب السمعة والمعطي في ملأ من الناس يبغي الرياء والإخفاء والسكوت هو المخلص منه وقد بالغ في فضل الإخفاء جماعة حتى اجتهدوا أن لا يعرف القابض المعظي فكان بعضهم يلقيه في يد أعمى وبعضهم يلقيه في طريق الفقير وفي موضع جلوسه حيث يراه ولا يرى المعطي وبعضهم كان يصره في ثوب الفقير وهو نائم وبعضهم.
قال ابن السبكي: (6/ 298) حديث (لا يقبل الله من مسمع ولا مراء) لم أجد له إسناداً.

612 - (قال - صلّى الله عليه وسلم - من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له).
قال العراقي: رواه ابن عدي وابن حبان في الضعفاء من حديث أنس بسند ضعيف اهـ.
قلت: ولفظ ابن عدي في الكامل من خلع وأخرجه أيضاً الخرائطي في مساوئ الأخلاق وأبو الشيخ في الثواب والبزار والبيهقي والخطيب وابن عساكر والديلمي والقضاعي وابن النجار والقشيري في الرسالة كلهم من حديث أنس وقال البيهقي في إسناده ضعف وإن صح حمل على فاسق معلن بفسقه اهـ. قال الذهبي في المهذب أحد رواته أبو سعيد الساعدي مجهول وفي الميزان ليس بعمدة ثم أورد له هذا الخبر اهـ. ورواه الهروي في ذم الكلام وحسنه وقد رد عليه الحافظ السخاوي في المقاصد والحاصل أن جميع طرق هذا الحديث ضعيفة فطريق أبي الشيخ والبيهقي فيه ابن الجراح عن أبي سعد الساعدي وقد ذكر حاله وطريق ابن عدي فيه الربيع بن بدر عن أبان وهذا أضعف من الأول ولكن للحديث شواهد تقوية من غير هذه الطرق فقد أخرج الطبراني وابن عدي في الكامل والقضاعي من حديث جعدبة بن يحيى عن العلاء بن بشر عن ابن عيينة عن بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة عن أبيه عن جده مرفوعاً ليس لفاسق غيبة قال الدارقطني وابن عيينة لم يسمع من بهز وأورده البيهقي في الشعب ونقل عن شيخه الحاكم أنه غير صحيح ولا يعتمد

الصفحة 577