كتاب نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر ت الرحيلي ط 2

وهو مِن صفات الإسناد، وقد يقع التسلسل في مُعْظم الإسناد، كحديث المسلسَل بالأوَّلية (¬1)، [23/ب] فإن السَّلْسَلَةَ تنتهي فيه إلى سفيان بن عُيَيْنَةَ فقط (¬2)، ومَنْ رواه مسلسلاً إلى منتهاه فقد وَهِمَ.

وصِيغ الأداء المشار إليه (¬3) على ثمانية (¬4) مراتب:
الأولى: سمعتُ وحدثني.
ثم أخبرني وقرأتُ عليه، وهي المرتبة الثانية.
ثم قُرِئ عليه وأنا أسمع، وهي الثالثة.
ثم أنبأني وهي الرابعة.
ثم ناولني وهي الخامسة.
ثم شافهني -أَيْ بالإجازة- وهي السادسة.
ثم كتب إليَّ أَيْ بالإجازة، وهي السابعة.
ثم "عن"، ونحوها: مِن الصِّيَغ المحتَمِلَةِ للسماع والإجازة، ولعدم السماع أيضاً، وهذا مثل: قال وذَكر ورَوَى.

واللفظان الأَوَّلان مِن صِيَغ الأداء، وهما: سمعتُ وحدثني صالحان لِمَنْ
¬_________
(¬1) وهو قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الراحمون يرحمهم الرحمن ... )، وسمي بذلك؛ لأن كل راو في سنده يقول: حدثني فلان، وهو أول حديث سمعته منه، أخرجه من هذا الوجه المسلسل: ابن - عساكر في "تاريخه"، 29/ 11، والرافعي في "التدوين في أخبار قزوين"، 3/ 209.
(¬2) ومن هذا الوجه أخرجه البيهقي في "الآداب"، 1/ 33.
(¬3) في حاشية الأصل: "إليها" وعليها: "نسخة".
(¬4) يراجع في صيغ الأداء: "الإلماع .. "، للقاضي عياض، و"جامع الأصول .. "، لابن الأثير، 1/ 78 - 90.

الصفحة 151