كتاب نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر ت الرحيلي ط 2

شاء فلان، لا أن يقول: أجزت لك إن شئت. وهذا في (¬1) الأصح في جميع - ذلك.
وقد جَوَّز الرواية بجميع ذلك -سِوى المجهول، ما لم يتبين المراد منه- الخطيبُ (¬2)، وحكاه عن جماعةٍ من مشايخه، واستعمَلَ الإجازةَ للمعدوم مِن القدماء أبو بكر بن أبي داود (¬3)، وأبو عبد الله بن مَنْدَه (¬4)، واستعمل المعلَّقةَ منهم، أيضاً، أبو بكر بن أبي خيثمة (¬5)، ورَوى بالإجازة العامة جَمْعٌ كثير جَمَعَهُمْ بعض الحُفّاظ في كتَاب، ورتَّبهم على حروف المعجم لكثرتهم (¬6).
¬_________
(¬1) في نسخةٍ: "على".
(¬2) يُنظر: "الكفاية" ص 325، 332.
(¬3) هو: عبدالله بن سليمان بن الأشعث بن أبي داود، المتوفى سنة 316 هـ -، كما في طبقات الحفاظ، 1/ 326، وقد كنت ذكرتُ في الطبعة الأولى من هذا الكتاب أنه: محمد ابن - داود بن سليمان، اشتهر بابن داود المحدث، حافظ، وشيخ الصوفية، ت 342 هـ -، ولكن هذا خطأٌ أوقعني فيه نقلُ حواشي التراجم عن نور الدين عتر.
(¬4) هو: محمد بن إسحاق بن محمد المشهور بابن منده، وكذا اشتهر جده محمد بن يحيى بذلك، 316 - 395 هـ، رحل في الآفاق، وسمع وكتب عن ألف وسبعمائة شيخ، ووصف بمحدث العصر، له مؤلفات كثيرة.
(¬5) هو: أحمد بن أبي خيثمة، زهير بن حرب أبو بكر، الحافظ الحجة الإمام 185 - 279 هـ -، أخذ عن الأئمة: أحمد بن حنبل وابن معين وغيرهما، وكان عَلَماً في التاريخ ومعرفة أيام الناس، له كتاب: "التاريخ" في تاريخ رواة الحديث، قالوا: لا يعرف كتاب أغزر فوائد من كتابه هذا في التاريخ.
(¬6) قال الحافظ العراقي بعد أن ذَكرَ عدداً مِن المجيزين للرواية بالإجازة العامّة: ((وخلائق كثيرون جمعهم الحافظ أبو جعفر محمد بن الحسين بن أبي البدر، الكاتب، البغدادي، في جزءٍ كبير رتّب أسماءهم على حروف المعجم لكثرتهم ... ))، "التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح، للعراقيّ، 154 - 155، وقال البلقيني: ((وقد جمع أبو جعفر البغدادي كتاباً فيه ذِكْر مَن جَوَّزها وكتب بها))، محاسن الاصطلاح، 267.

الصفحة 157