كتاب نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر ت الرحيلي ط 2

والبُخَارِيّ (¬1)، - وأبي زُرْعَة (¬2)، وأبي حاتم (¬3)، والنسائي (¬4)، والدارقطني (¬5)، - وغيرهم، اعتبارُ الترجيح فيما يتعلقُ بالزيادة وغيرها، ولا - يُعْرَفُ عن أحدٍ منهم إطلاقُ قبولِ الزيادةِ.
وأَعْجَبُ من ذلك إطلاقُ كثيرٍ مِن الشافعية القولَ بقبولِ زيادةِ الثقة، مع أن نَصَّ الشافعي يدل على غير ذلك، فإنه قال (¬6) -في أثناء كلامه على ما يَعْتَبَرُ به حالُ الراوي في الضبط ما نصه-: ((ويكونَ إذا شَرِكَ أحداً مِن الحُفَّاظِ لم يخالِفْه، فإنْ خالفه فَوُجِد حديثُه أَنقصَ كان في ذلك دليلٌ على صحة مَخْرَجِ حديثه. ومتى خالف ما وَصفتُ أضَرّ ذلك بحديثه))، انتهى كلامه، ومقتضاه أنه إذا خالف فوُجِد حديثُهُ أَزْيَدَ أَضرَّ ذلك بحديثه، فدل على أن زيادة العدل
¬_________
(¬1) هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة، الجُعْفِيّ، أبو عبدالله، ت 256 هـ، الإمام الجَهْبَذ في الحديث وعلله، وقدوة المحدِّثين، أوّل مَن أَلّف في الحديث الصحيح مستقلاًّ، وكتابه: "الجامع المسنَد الصحيح المختصر مِن أمور رسول - صلى الله عليه وسلم - وسننه وأيامه" هو أصحُّ الكتب بعد كتاب الله تعالى.
(¬2) هو عبيد الله بن عبدالكريم الرازيّ، أبو زُرعة، وُلِد نحو 200، وتوفي 264 هـ، مِن الأئمة المعدودين في الحديث وعلله، وفي الزهد والعبادة.
(¬3) هو محمد بن إدريس الحنظليّ، أبو حاتم الرازيّ، 195 - 277 هـ، إمام في الحديث والعلل.
(¬4) هو أحمد بن شعيب بن علي بن سنان، أبو عبدالرحمن، النسائي، 225 - 303 هـ، مِن أئمة الحديث الكبار، له: "السنن الكبرى"، و"المجتبى"، وغيرهما.
(¬5) هو: علي بن عمر بن أحمد أبو الحسن الدارقطني، 306 - 385 هـ، إمام من أئمة الحديث والعلل.
(¬6) في "الرسالة" (ص 463).

الصفحة 82