كتاب جلاء الأفهام

وَاحْتج هَؤُلَاءِ بِوُجُوه
أَحدهَا قَول ابْن عَبَّاس وَقد تقدم
الثَّانِي أَن الصَّلَاة على غير النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَآله قد صَارَت شعار أهل الْبدع وَقد نهينَا عَن شعارهم ذكره النَّوَوِيّ
قلت وَمعنى ذَلِك أَن الرافضة إِذا ذكرُوا ائمتهم يصلونَ عَلَيْهِم بِأَسْمَائِهِمْ وَلَا يصلونَ على غَيرهم مِمَّن هُوَ خير مِنْهُم وَأحب إِلَى الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَيَنْبَغِي أَن يخالفوا فِي هَذَا الشعار
الثَّالِث مَا احْتج بِهِ مَالك رَحمَه الله أَن هَذَا لم يكن من عمل من مضى من الْأمة وَلَو كَانَ خيرا لسبقونا إِلَيْهِ
الرَّابِع أَن الصَّلَاة قد صَارَت مَخْصُوصَة فِي لِسَان الْأمة بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تذكر مَعَ ذكر اسْمه كَمَا صَار عز وَجل وسبحانه وَتَعَالَى مَخْصُوصًا بِاللَّه عز وَجل يذكر مَعَ ذكر اسْمه وَلَا يسوغ أَن يسْتَعْمل ذَلِك لغيره فَلَا يُقَال مُحَمَّد عز وَجل وَلَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فَلَا يعْطى الْمَخْلُوق مرتبَة الْخَالِق فَهَكَذَا لَا يَنْبَغِي أَن يعْطى غير النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرتبته فَيُقَال قَالَ فلَان صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
الْخَامِس أَن الله سُبْحَانَهُ قَالَ {لَا تجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كدعاء بَعْضكُم بَعْضًا} النُّور 63 فَأمر سُبْحَانَهُ إِلَّا يدعى باسمه كَمَا يدعى غَيره باسمه فَكيف يسوغ أَن تجْعَل الصَّلَاة عَلَيْهِ كَمَا تجْعَل على غَيره فِي دُعَائِهِ والاخبار عَنهُ هَذَا مِمَّا لَا يسوغ أصلا
السَّادِس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شرع لأمته فِي التَّشَهُّد أَن يسلمُوا

الصفحة 467