كتاب جلاء الأفهام

أَحدهَا أَنه قد اخْتلف على جَعْفَر بن مُحَمَّد فِي هَذَا الحَدِيث فَقَالَ أنس بن عِيَاض عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه أَن عليا لما غُسّل عمر وكفن وَحمل على سَرِيره وقف عَلَيْهِ فَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ وَالله مَا على الأَرْض رجل أحب إِلَيّ أَن القى بصحيفته من هَذَا المسجى بِالثَّوْبِ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُحَمَّد ويعلى ابْنا عبيد عَن حجاج الوَاسِطِيّ عَن جَعْفَر وَلم يذكر هَذِه اللَّفْظَة وَرَوَاهُ وَرْقَاء عَن عَمْرو عَن عَمْرو بن دِينَار عَن أبي جَعْفَر عَن عَليّ وَلم يذكر لَفظه الصَّلَاة بل قَالَ رَحِمك الله وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَارِم بن الْفضل عَن حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب وَعَمْرو بن دِينَار وَأبي جَهْضَم قَالُوا لما مَاتَ عمر فَذكرُوا الحَدِيث دون لفظ الصَّلَاة وَكَذَلِكَ رَوَاهُ قيس بن الرّبيع عَن قيس بن مُسلم عَن ابْن الْحَنَفِيَّة
الثَّانِي أَن الحَدِيث الَّذِي فِيهِ الصَّلَاة لم يسْندهُ ابْن سعد بل قَالَ فِي الطَّبَقَات أخبرنَا بعض أَصْحَابنَا عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة أَنه سمع مِنْهُ هَذَا الحَدِيث عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن جَابر عَن عبد الله فَذكره وَقَالَ لما انْتهى إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ صلى الله عَلَيْك وَهَذَا الْمُبْهم لَعَلَّه لم يحفظه فَلَا يحْتَج بِهِ
الثَّالِث أَنه معَارض بقول ابْن عَبَّاس لَا يَنْبَغِي الصَّلَاة على أحد إِلَّا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد تقدم
قَالُوا وَأما دليلكم الْخَامِس وَهُوَ قَول ابْن عمر فِي صَلَاة الْجِنَازَة اللَّهُمَّ صل عَلَيْهِ فَجَوَابه من وُجُوه
أَحدهَا أَن نَافِع بن أبي نعيم ضَعِيف عِنْدهم فِي الحَدِيث

الصفحة 476