كتاب الإشاعة لأشراط الساعة

ومنها: كثرة المال (¬1) وفيضه:
روى الشيخان عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: "لا تقوم الساعة حتى يكثر المال فيكم، فيفيض حتى يُهِمَّ رب المال من يقبل صدقته، وحتى يعرضه، فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرب -أي: لا حاجة- لي فيه".
وهذا وقع في زمن عثمان - رضي الله عنه -، كثرت الفتوح حتى اقتسموا أموال الفرس والروم، ووقع في زمان عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه -، أن الرجل يعرض ماله للصدقة فلا يجد من يقبل صدقته. وسيقع في آخر الزمان في زمن عيسى عليه الصلاة والسلام، وسيأتي في القسم الثالث.
ومنها: أن تَزُول الجبال عن أماكنها:
روى الطبراني عن سَمُرة - رضي الله عنه -: "لا تقوم الساعة حتى تزول الجبال عن أماكنها".
ونقل السيوطي في "تاريخ الخلفاء" أن في سنة اثنتين وأربعين بعد المئتين في خلافة المتوكل سار جبل باليمن عليه مزارع لأهله حتى أتى مزارع آخرين، وفي سنة ثلاث مئة في خلافة المقتدر ساخ جبل بدينور في الأرض، وخرج من تحته ماءٌ كثير أغرق القرى.
ومنها: فقد الصحابة رضوان الله عليهم:
عن علي - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقوم الساعة حتى يُلْتَمسَ الرجل من أصحابي كما تلتمس الضالة فلا توجد" رواه أحمد.
ومنها: وقوع ثلاث خسوفات:
عن أم سلمة رضي الله عنها: "سيكون بعدي خَسفٌ بالمشرق، وخَسفٌ بالمغرب، وخسف في جزيرة العرب"، قيل: أتخسف الأرض وفيهم الصالحون؟ !
¬__________
(¬1) قال الحافظ (13/ 66): يحتمل أن يكون ما وقع في زمن عمر بن عبد العزيز، أو ما سيقع في زمن عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، وهكذا في (ص 180) (ز).

الصفحة 104