كتاب الإشاعة لأشراط الساعة

وقيل: إنهم لما أخذوه هلك تحته أربعون جملًا من مكة إلى هَجَرْ، فلما أُعيد حمل على قعود هزيل فسمن.
قال محمد بن الربيع بن سليمان: كنت بمكة سنة القرامطة، فصعد رجل لقلع الميزاب وأنا أراه، فَعِيلَ صبري، وقلت: ربي ما أَحْلَمكَ! ! فسقط الرجل على دماغه فمات.
وصعد القرمطي المنبر وهو يقول:
أَنَا بِاللهِ وَبِاللهِ أَنَا ... يَخْلُقُ الْخَلْقَ وَأَفْنِيهِمْ أَنَا
ولم يفلح أبو طاهر القرمطي بعد ذلك؛ تقطع جسده بالجدري.
وقال محمد بن نافع الخزاعي: تأملت الحجر وهو مقلوع، فإذا السواد في رأسه فقط، وسائره أبيض، وطوله قدر عَظْمِ الذراع.
وأما هدم البيت كله، وانقطاع الحج بالكلية فإنما يكون في آخر الزمان والعياذ بالله.
وكذلك رفع القرآن، وسيأتي في القسم الثالث إن شاء الله تعالى.
ومنها: رضخ رؤوس أقوامٍ بكواكب من السماء:
عن ابن عباس رضي الله عنهما: "لا تقوم الساعة حتى تُرضَخَ رؤوس أقوام بكواكب من السماء باستحلالهم عمل قوم لوط" رواه الديلمي.
وفي سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة: انقض كوكبٌ عظيم، سُمِعَ لانقضاضه صوتٌ هائل، واهتزت الدور والأماكن، فاستغاث الناس، وأعلنوا بالدعاء، وظنوا أنه من أمارات القيامة.
وفي سنة إحدى وأربعين ومئتين: ماجت النجوم في السماء، وتناثرت الكواكب كالجراد أكثر الليل، وكان أمرًا مُزعجًا لم يُعْهد مثله.
وفي سنة ثلاث وعشرين وثلاث مئة في خلافة الراضي في ذي القعدة: انقضّت النجوم سائر الليل انقضاضًا عَظيمًا ما رُئي مثله، وقد وقع بعد ذلك كثيرًا أن النجوم والشهب انقضّت وقتلت ناسًا.

الصفحة 118