كتاب الإشاعة لأشراط الساعة

ومنها: كثرة الموت:
عن عوف بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اعدد بين يدي الساعة ستًا: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم مُوْتانا كَقُعاص الغنم. . ." الحديث. رواه البخاري، وابن ماجه، والحاكم في "المستدرك".
و(المُوتان)؛ بضم الميم، وإسكان الواو، على وزن بُطلان: الموت الكثير الوقوع. قاله في "النهاية".
و(قُعاص الغنم)؛ بضم القاف، وبالعين والصاد المهملتين، بينهما ألف: داءٌ يأخذ الغنم فلا تلبث أن تموت، ومنه: ضربه فأقعصه؛ أي: مات مكانه.
وهذا وقع في زمن عمر - رضي الله عنه - في طاعون عمواس، وبعد ذلك في طاعون الجارف، وفي الطواعين والوباءات الواقعة في أقطار الأرض.
ذكر الحافظ السيوطي في كتاب "ما رواه الواعون في أخبار الطاعون" ما لفظه: سرد الطواعين الواقعة في الإسلام.
قال ابن أبي حجلة في تأليفه في "الطاعون":
أول طَاعونٍ وقع في الإسلام على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - سنة ست من الهجرة بالمدائن، ويُعْرفُ بطاعون شيرويه فيما حكاه المدائني، ولم أعلم كم مات فيه فأحكيه.
قُلْتُ: ولم يمت فيه أحدٌ من المسلمين.
وقد أخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" من طريق حماد بن زيد، عن أيوب قال: قال محمد: لم يكن طاعون أشد من ثلاثة طواعين: طاعون ازدجرد، وطاعون عمواس، وطاعون الجارف.
وقال المدائني: كانت الطواعين العظام المشهورة في الإسلام خمسة: طاعون شيرويه بالمدائن في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم طاعون عمواس، ثم طاعون الجارف، ثم طاعون الفتيات، ثم طاعون الأشراف. انتهى.

الصفحة 120