كتاب الإشاعة لأشراط الساعة

قَدْ لَقُوا اللهَ غَيْرَ بَاغٍ عَلَيْهِمْ ... ثُمَّ أَضْحَوْا فِي غَيْرِ دَارِ التَّنَاسِي
فَصبرنا لَهُمْ كَمَا عَلِم اللهُ ... وَكُنَّا فِي الْمَوْتِ أَهْلَ تَآسِي
وقال سيف عن شيوخه: خرج الحارث بن هشام في سبعين من أهله إلى مرتفع الشام فلم يرجع منها إلا أربعة، فقال المهاجر بن خالد في ذلك:
مَنْ يَسْكُنِ الشَّامَ يُقَدّسْ بِهِ ... وَالشَّام إِنْ لَمْ يَأْتِنَا كَارِبُ
أَفْنَى بَنِي ريطة فُرْسَانُهُمْ ... عِشْرُونَ لَمْ يُقْصَصْ لَهُمْ شَارِبُ
وَمِنْ بَنِي أَعْمَامِهِمْ مِثْلُهُمْ ... لِمِثْلِ هَذا يَعْجَبُ الْعَاجِبُ
طَعْنًا وَطَاعُونًا مَنَايَاهُم ... ذَلِكَ مَا خَطَّ لَنَا الْكَاتِبُ
وقال الحافظ عماد الدين ابن كثير: عَمواس: بُليدةٌ صَغِيرةٌ بين القدس والرملة، كان الطاعون أول ما نجم بها، ثم انتشر بالشام منها فَنُسب إليها.
وقال البيهقي في "دلائل النبوة": باب ما جاء في إِخْبارِ النبي - صلى الله عليه وسلم - بالطاعون الذي وقع بالشام في أصحابه في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
ئم أخرج عن عوف بن مالك الأشجعي قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك وهو في خِبَاءٍ من أَدَمٍ، فقال: "يا عوف؛ احفظ خِلالًا سِتًّا بين يدي الساعة: إحداهن موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم مُوَتان يظهر فيكم، يستشهد الله به ذراريكم وأنفسكم، ويزكي به أعمالكم، ثم استفاضة المال بينكم". . . الحديث.
وأخرج الحاكم عن عوف بن مالك؛ أنه قال في طاعون عَمواس: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اعدد سِتًّا بين يدي الساعة". قال: فقد وقع منهن ثلاث. يعني: موته، وفتح بيت المقدس، والطاعون. قال: وبقي ثلاث. فقال معاذ: إن لها أمدًا.
ثم وقع الطاعون بالكوفة سنة تسع وأربعين، فخرج المغيرة بن شعبة منها فارًّا. فلما ارتفع الطاعون رجع إليها فأصابه الطاعون، فمات في سنة خمسين. ذكره ابن كثير في "تاريخه".
ثم وقع في سنة ثلاث وخمسين، ومات فيها زياد. ذكره في "مرآة الزمان".

الصفحة 122