كتاب الإشاعة لأشراط الساعة

ثم طاعون الأشراف: وقع والحجاج بواسط حتى قيل فيه: لا يكون الطاعون والحجاج في بلد واحد. سُمي بذلك؛ لكثرة من مات فيها من أشراف الناس.
ثم وقع بالشام طاعون، مات فيه ولي العهد أيوب بن الخليفة سليمان بن عبد الملك.
أخرج ابن أبي الدنيا في "الاعتبار" من طريق عبد الله بن المبارك، عن أبي كنانة، قال: أخبرني يزيد بن المهلب قال: حملت حملين مِسكًا من خُراسان إلى سليمان بن عبد الملك، فانتهيت إلى باب ابنه أيوب؛ وهو ولي العهد، فدخلت عليه؛ فإذا دارٌ مجصصةٌ حيطانها وسقوفها خضر، وإذا وصِيف ووصائف عليهم حُلل خُضر وحليٌّ من الزمرد، فوضعت الحملين بين يدي أيوب وهو قاعدٌ على سريره، فانتهب المسك من بين يديه، ثم عُدت بعد أحد عشر يومًا، فإذا أيوب وجميع من معه في داره قد ماتوا بعد إصابتهم بالطاعون.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن حاتم بن عطارد قال: حدثني أبو الأبطال قال: بُعثت إلى سليمان بن عبد الملك ومعي ستة أحمال مسك، فمررت بدار أيوب بن سليمان فَأُدْخِلْتُ عليه، فمررت بدارٍ بيضاء، وما فيها من الثياب والنجد بياض، ثم أُدْخِلْتُ منها إلى دار أخرى صفراء، وما فيها كذلك، ثم أدخلت منها إلى دار حمراء، وما فيها كذلك، ثم أدخلت منها إلى دارٍ خضراء، وما فيها كذلك، فإذا أنا بأيوب على سرير، ولحقني من كان في تلك الدور، فانتهبوا ما معي من المسك، ثم مررت بدار أيوب بعد سبعة عشر يومًا، فإذا الدار بَلاقع. فقلت: ما هذا؟ قالوا: طاعون أصابهم.
قال ابن أبي الدنيا: كان أيوب ولي عهد أبيه من بعده، قد رشحه للخلافة، فأصابه الطاعون، فمات في حياة أبيه، وكانت وفاته في سنة ثمان وتسعين.
وقال الحافظ ابن حجر: وقع بالشام طاعون عدي بن أرطاة سنة مئة.
قُلْتُ: وذلك في خلافة عمر بن عبد العزيز.

الصفحة 126