كتاب الإشاعة لأشراط الساعة

ثم في سنة تسع وتسعين ومئتين بأرض فارس.
ثم في سنة إحدى وثلاث مئة ببغداد.
ثم في سنة أربع وعشرين وثلاث مئة بأصبهان.
ثم في سنة ست وأربعين وثلاث مئة بالعراق، وكثر فيه موت الفَجأة، حتى إن القاضي لبس ثيابه ليخرج إلى الحُكْم، فمات وهو يلبس إحدى خفيه.

تَذنيبٌ
رأيت في كتاب "نِشْوار المحاضرة" للتنوخي أن موت الفجأة وقع للناس في كل حال، منهم من مات وهو يُصلي، ومنهم من مات وهو يأكل، ومنهم من مات وهو يمشي، ومنهم من مات بالجامع، ومنهم من مات في الحمام.
وفي جميع الأحوال إلَّا حالة واحدة وهي الخطبة، فلم يُنقل قط أن خطيبًا مات فجأة على منبر.
ثم وقع في سنة أربع مئة بالبصرة.
ثم وقع في سنة ثلاث وعشرين وأربع مئة طاعونٌ عظيمٌ ببلاد الهند والعجم، وبلاد الجبل وامتد إلى بغداد، وَفَنِيَ الناس، ولم يشاهدوا مثله، ومات بالموصل في هذه السنة أربعة آلاف صبي بالجدري.
ثم وقع بشيراز سنة خمس وعشرين وأربع مئة، ووصل إلى البصرة وبغداد.
ثم في سنة تسع وثلاثين وأربع مئة بالموصل والجزيرة وبغداد، بحيث صَلّى الجمعة بالبصرة أربع مئة نفس، وكانوا أكثر من أربع مئة ألف.
ثم وقع سنة ثمان وأربعين بمصر والشام وبغداد.
ثم وقع بالعجم سنة تسع وأربعين.
ثم وقع بمصر سنة خمس وخمسين وأربع مئة، ودام فيها عشرة أشهر.
ثم بدمشق سنة تسع وستين، وكان أهلها نحو خمس مئة ألف، فلم يبق منهم سوى ثلاثة آلاف وخمس مئة.

الصفحة 129