كتاب الإشاعة لأشراط الساعة

وهذا إن صَحَّ فهو الغاية في التعصُّب، ولعله لا يصح.
نعم؛ كان المهتدي منهم زاهدًا يتأسَّى بعمر بن عبد العزيز في هديه، لكنه قُتِل بعد سَنةٍ، ولم تَطُل مُدته.
هذا، وأما ما توسع فيه الرافضة من سَبّ السلف الصالح حتى الصحابة الكرام، سيما الشيخين فخروج من طريق العقل والنقل، وضلال مُبين، وإلحادٌ في الدِّين، وتَجهيلٌ لجميع المسلمين حتى علي - رضي الله عنه - أمير المؤمنين.
كلا ثم كلا، بل هم خير أُمةٍ أُخرجت للناس بشهادة القرآن، وشُهداء الله على الأمم يوم الحشر والميزان، وهم أهل بَدرٍ وأُحُدٍ وبيعة الرضوان، اختارهم الله لصُحبة نبيه - صلى الله عليه وسلم - من بين الأكوان، لم تكن فيهم شائبة نفسانية، ولا مَيلٌ إلى الباطل والعدوان.
وقد صح عن علي - رضي الله عنه - أنه قال: أبو بكر خَير من مؤمن آل فرعون؛ إنه كان يَكتمُ إيمانه، وأبو بكر كان يُظهر إيمانه، ويدفع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقول: أتقتلون رجُلًا أن يقول ربي الله.
وقال حين سأله ابنه محمد ابن الحنفية: مَنْ خير الناس؟
قال: أبو بكر. قال: ثُمّ مَنْ؟ قال: عمر. قال: ثُمّ أنت يا أبت؟ قال: إنما أبوك رَجل من المسلمين.
وقال: سبق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وصَلَّى أبو بكر، وَثلّث عمر، ثم غشيتنا فِتنٌ، فلا حول ولا قوة إلَّا بالله.
وقوله: (صَلّى أبو بكر)؛ معناه: أنه تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الإمامة أو في الفضل؛ من قولهم: فرسٌ مُصَلٍّ: إذا كان ثانيًا في ميدان السبق.
ويُؤيده حديث: "كنت أنا وأبو بكر كفرسي رِهان، سبقته فآمن بي، ولو سبقني لآمنت به"، لكن فيه مقال، بل قيل بوضعه، والله أعلم.
والأحاديث الواردة في فضلهما، بل وفضل عثمان رضي الله عنهم وعن عليّ كرّم الله وجهه وأبرار أهل بيته؛ تنوف عن مئتين، فرحم الله امرأً عرف قدره، وعرف

الصفحة 136