كتاب الإشاعة لأشراط الساعة

قال في "الفائق": الدُّول؛ بضم الدال وفتحها: ما يدول الإنسان -أي: يدور- من الحظ.
وقال في "النهاية": هو الدُّول؛ بضم الدال وفتح الواو: جمع دُولة بالضم، وهو ما يتداول من المال، فيكون لقوم دون قوم.
ومعناه: إذا اختص الأغنياء وأصحاب المناصب بأموال الفيء، ومنعوا عنها مُستحقيها.
ومنها: "أن تتخذ الأمانة مَغْنمًا، والزكاة مَغْرمًا، ويُتعلم لغير الدِّين" رواه الترمذي عنه.
ومعناه: أن يذهب المؤتمنون بأمانات الناس وودائعهم ويتخذونها مغانم كأنها غنيمة وقعت في أيديهم، ويَعُد الناس الزكاة غرامة؛ أي: يَشُق عليهم أداؤها كما يشق عليهم الغرامات.
ويتعلمون لغير الدين؛ أي: يحملهم على التعلم غير الدين، من طلب المقاصد الدنية الردية، والمناصب الدنيوية.
ومنها: "إذا أطاع الرجل امرأته وعقَّ أمه، وأدنى صديقه وأقصى أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد" رواه الترمذي عنه.
ومعناه: يُقرب صديقه ويُكرمه، ويُبعد أباه ويؤذيه، ويكثُر اللغط في المساجد بحديث الدنيا، كأنهم جالسون في ناديهم، لا في مسجدهم.
ومنها: "إذا ساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، وَأُكرِمَ الرجل مخافة شره" رواه الترمذي عنه.
يعني: يكون فاسق القوم كبيرهم وسيدهم، و (الزعيم) من يتكفل بأمر القوم ويقوم به.
و(الرُّذّل): الرديء من كل شيء، أي: يقوم بأمرهم أردَؤُهم.
ومنها: "إذا ظهرت القِينَات -أي: المغنيات- والمعازف، وشُربت الخمور، ولعن آخر هذه الأمة أولها" رواه الترمذي عنه.

الصفحة 147